التقرير السنوي ٢٠٢٠

رسالتنا في نهاية عام ٢٠٢٠

.

بدأ العام بظروف استثنائية؛ إذ احتُجزنا في البيوت، وأُبعِدنا عن بعضنا، وحُدّدت حرياتنا التي هي محدودة أصلًا. شكّل ذلك مفترق طرق للعديد من شركائنا الناشطين والناشطات والقياديين والقياديات في الوطن العربي. هل يستمرون في تنظيمهم، وفي المطالبة بحقوقهم في هذه الظروف، أم ستتوقف حملاتهم وحراكاتهم؟ واكتشفنا أنه في هذه الظروف القاهرة، كان هنالك فرصة مخفية.

وجدنا أن مئات القياديين والقياديات في الوطن العربي معنيين في تعلّم كيفية تنظيم قوّتهم وناسهم، كي يتكاتفوا مع بعضهم البعض، وينظموا مطالبتهم الجماعية، أو ليلبّوا بأنفسهم حاجات ملحّة؛ منها الاجتماعية والصحية. استجابة لهذه الحاجة، عملنا على ما يلي:

– تخريج ٧١ قيادي وقيادية، في ١١ دولة عربية، في مساق القيادة وتنظيم العمل الجماعي للتغيير (٢٠٢٠).

– دعوة زملائهم/ن بالنضال لورشة تعلّم القصة العامة كمهارة قيادية للتأثير في السردية حول قضيتهم، بهدف ضمّ آخرين إلى القضية، فخرّجنا ٧٣ قيادي وقيادية.

– تقديم برنامج جديد مختص في قيادة الفرق في الحملات والحركات، نظراً لأهمية ذلك في استمرار نضالنا، حيث شمل موضوعات عدة، مثل: دور المنسق، توزيع الأدوار القيادية، اتخاذ القرار، المساءلة الأفقية وغيرها.

.

واستجابة إلى الحاجة المتزايدة، ونظراً للظروف المصاحبة لجائحة كورونا في كل مكان، أطلقنا في منتصف العام برنامج تدريب عن بعد (أون لاين)، أسميناه “مساندة”، وشمل البرنامج:

– ٥ “ويبنيارز” في الموضوعات: التنظيم المجتمعي، والحركات الاجتماعية، وتنظيم العمال، وتنظيم لجان الأحياء، والتكتيكات الخلاقة؛ حضرها أكثر من ٥٥٠ شخصاً.

– ورشات تنظيم مجتمعي حضرها أكثر من ٤٠ شخصاً، من ٨ حملات/ تنظيمات مختلفة.

– ساعات تمكينية مفتوحة، سجّلت لها عشرة حملات ومبادرات مجتمعية من: المغرب، مصر، سورية، الأردن، فلسطين ولبنان.

.

وبالرغم من أهمية وأساسية التدريس والتدريب بالنسبة لنا في أهل، إلّا أننا – كما في التسعة أعوام السابقة – نعمل جاهدين كي لا يكون هو تركيزنا الأساسي، ولتبقى بوصلتنا الأساسية موجهة نحو تقوية تنظيمات وحملات وحركات عربية ميدانية محددة، من خلال المعرفة والخبرة التي اكتسبناها.

وفي عام ٢٠٢٠، رافقنا عن قرب مجموعة من الحملات المختلفة، وقد كانت حملات مستقلة وليست تابعة لتنظيمنا، لها قادتها وأهلها الذين هم أكفأ لقيادتها، وكان دورنا في “أهل” مرافقتهم/ن. وهذه الحملات هي:

حملة “لساتنا صغار”: وهي حملة ضد تزويج الأطفال، وتقودها عشرات اللاجئات السوريات بهدف تحريك مئات آخرين ضدّ تزويج الأطفال في البقاع.

حملة “حدّك”: وهي حملة تهدف إلى حماية الأطفال من الاعتداء والتحرش الجنسي، يقودها شباب وشابات أردنيات يعملون مع الأهالي.

– تنظيم عمّالي لمساعدي الصيادلة في الأردن، بالتعاون مع نقابة العاملين في الخدمات الصحية، والتي خرجت بورقة موقف توضح مطالبهم/ن العمّالية.

– حملة “قُم مع المعلم” لحقوق المعلمات في المدارس الخاصة في الأردن، والتي رافقنا النساء القياديات فيها على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.

.

وهنالك حملات ساعدناها من خلال التدريب والتمكين في محطات محددة ولكن دون مرافقة وهي:

– تنظيم لجان الأحياء في قرية عسفيا في فلسطين ٤٨ بهدف بناء قيادة محلية في القرية.

– حراك “عائلات من أجل الحرية” الذي يطالب بالعدالة للسوريين المختفين قسرياً.

– حملة “ابني” الأردنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهاليهم، والذين يطالبون بخدمات تأهيلية مجانية.

.

وهنالك حملات نشأت أو ثُبّتت بقيادة طلاب تخرجوا في المساق التعلّمي، فساعدهم المساق ومدرّساته. أمثلة ليست على سبيل الحصر:

– حملة “تقطعنيش” في الضفة الغربية والتي تهدف إلى  تمديد ساعات عمل المواصلات العامة للقرى.

– حملة “البحر إلنا” التي تعمل على تنظيف شاطئ غزة.

.

في كل الحملات أو الحراكات التي نمكّنها وندربها، وجدنا أن التسلّط على خلفية الجندر (النوع الاجتماعي)، وتسلّط الرجال على النساء، الواعي أو غير الواعي، عائق أساسي أمام تحقيق العدالة، كما أنه يشكّل تحديًاً في ديناميكية المجموعة. لذلك، استثمرنا هذا العام في تجربة برنامج تعلّم شعبي، ضمّ ٦٠ شاب وشابة، يتأملون ويتحاورون حول أنماط التسلّط في حياتهم، أو التسلّط الذي يمارسونه بأنفسهم، وأثر ذلك فيهم وفي من حولهم/ن.   إن نجحت تجربتنا، سوف يكون هذا البرنامج مكوناً نعتمده في تمكين الحملات.

.

كل هذا العمل يأتي مع مسؤولية معرفية من خلال البحث والنشر، كذلك توثيق معرفتنا ومشاركتها، ومنها أُنجز:

○ أبحاث في تقنيات التنظيم: بحث ركّز على طريقة حوكمة الحملات والحراكات لنفسها؛ وبحث ركز على طريقة تنظيم لجان الأحياء؛ وبحث ثالث ركز على التكتيكات الخلاقة في ظل التباعد والحجر.

○ أبحاث وثّقنا من خلالها معرفتنا، مثل: دراسة حالة عن تمكين حملة “قُم مع المعلم”، وكذلك دليل القيادة والفريق.

.

إلّا أن من أجمل ما أنتجنا هذا العام كان بودكاست “أثر”، بالشراكة مع صوت، والذي استضفنا من خلاله قيادية أوقيادي من حركة عربية، وشاركونا ممارسات ناجحة ودروس وعِبَر. كانت الحلقة الأولى عن حراك “لحقي” في لبنان؛ والثانيةعن حركة المقاطعة وسحب الاستثمار والعقوبات على الكيان الصهيوني؛ والثالثة عن تنظيم نقابة المعلمين الأردنيين. وسوف يستمر بودكاست “أثر” بتقديم حلقة شهرية. تابعونا!

.

كل هذا الأثر سوف نضاعفه في عام ٢٠٢١؛ لسببين:

– هذه السنة نفذنا برنامجين بنيويّين هدفهما مضاعفة قدرة مؤسسة أهل؛ الأول خرجنا به مع ١٠ مدربين ومدربات جدد في مجال التنظيم المجتمعي، والثاني خرجنا به مع ممكّنين وممكّنات حملات تنظيمية. وكان أعضاء المجموعتين من خمس دول عربية.

– هذه السنة أسّسنا شبكة أثر للتنظيم المجتمعي في العالم العربي، التي شكّلت ٤ فرق قيادية، في أربع دول، وفتحت باب العضوية، فانتسب لها ٥٠ شخصاً من الدول الأربع، وخرجت بأهداف استراتيجية لتعزيز الإيمان بقوة الناس، وزيادة فرص تحقيق العدالة والمساواة والحرية من خلال العمل الجماعي. وتتلخّص أهداف شبكة أثر بثلاث مفاهيم: صمود، وتنظيم أفضل، وحماية.

.

نتطلّع لعام ٢٠٢١ وكلّنا امتنان لزميلاتنا وزملائنا في الفريق، ولشركائنا ولمجلسنا الاستشاري “أهل أهل”.

.

هنا تقريرنا السنوي ويسعدنا أن تقرأوه

.

ونتمنى لكم ولكن عاماً جديداً مليئاً بالأمل

فريق أهل

التقرير السنوي لأهل لعام ٢٠٢٠  

1.                         رسالتنا في نهاية عام ٢٠٢٠

2.                         أرقامنا وأثرنا

3.                         الطاقم ومجلسنا الاستشاري “أهل أهل”

4.                         تمكين الحملات بنهج التنظيم المجتمعي

5.                         تدريس وتدريب على القيادة والتنظيم المجتمعي

6.                         شبكة أثر ومساندة

7.                         أبحاث وأدلة وأدوات

8.                         وضعنا المادي

9.                         شركاؤنا