تجربة حملة "قم مع المعلم" في الانتخابات

كيف ننظم عملية الانتخابات كتجربة تشاركية؟

بقلم: روعة الشوابكة - مؤسسة أهل

قامت حملة قُم مع المعلم عام 2022 بعمل انتخابات لاختيار المنسّقات العامّات للحملة ومنسّقات الفرق المحلّية واللجان الوظائفيّة. تتكون الحملة من فريق وطنيّ وخمسة فرق محلّية في خمس محافظات وثلاثة لجان وظائفيّة. لكلّ فريق أو لجنة منسّقة ومساعدة، ويتكون الفريق الوطنيّ من منسّقات الفرق واللجان. حيث يلتقي الفريق الوطنيّ شهرياً لسماع أخبار الفرق ومناقشة التحديات وأخذ القرارات اللازمة، وتكون وظيفة كل منسّقة نقل أخبار فريقها للفريق الوطنيّ ونقل مستجدات ومخرجات اجتماع الفريق الوطنيّ لفريقها. لكلّ عضوة في الفريق الوطنيّ دور تنسيقيّ في أحد الفرق.

بنية حملة “قم مع المعلم”

في عام 2020، قامت حملة قُم بعمل أوّل انتخابات في تاريخ الحملة. كانت عمليّة الانتخاب وجاهيةً، إلّا أنّ نسبة التصويت كانت منخفضة حينها، حيث تقدر النسبة بـ 54%؛ وذلك لأن عضوات الفرق المحلّية لم يتشجعنّ على القدوم للمشاركة بسبب بعد المسافة، إضافةً إلى أنّ فيروس كورونا كان منتشراً في تلك الفترة. أما في عام 2022 اتفقت الحملة على أن تكون عملية الانتخاب الكترونية؛ ليتسنى لكلّ عضوات الحملة المشاركة في عملية الانتخاب، ونجحت الحملة في ذلك حيث قامت 90% العضوات بالمشاركة.

لماذا قامت حملة قُم بعمل الانتخابات؟

  • ضخّ روح جديدة للحملة، وذلك لأن بعض المنسّقات قُمنّ بالدور التنسيقيّ لفترات طويلة، الأمر الذي قد يُنقص طاقتهنّ، وخلال هذه الفترات أيضاً قد تَحدثُ تغيّرات اجتماعيّة وشخصيّة لهنّ، الأمر الذي قد يُضعف الطاقة المبذولة، بالاضافة إلى أنّ طاقاتٍ وقدراتٍ جديدةٍ تدخل للحملة خلال هذه الفترات من المهم توظيفها. ولذلك، تم الاتفاق على عمل الانتخابات كل سنتين؛ ليتمكن عدد أكبر من المشاركة في القيادة ولتجديد طاقة العضوات.
  • إيمان أفراد الحملة بأهميّة تدوير القيادة كقيمة ومبدأ، وأهمية نقل الخبرات والمهارات لأعضاء الفريق؛ لتطبيق وتعزيز القيادة التشاركيّة. من جهة أخرى عدم تدوير القيادة التشاركية يؤثر على استمرارية الحملة ،لأن القيادة تصبح مرتبطة بشخص واحد وبالتالي في حال تغيبه/ا يتأثر الفريق وصيرورة العمل. بالإضافة إلى أن قوة الحملة تكمن بكثرة القيادين فيها.
  • تطوير مهارات القيادة للأفراد؛ لتشعر كل عضوة بتطوّر القيادة الشخصيّة لديها.
  • توزيع المسؤوليّة، وبالتالي تُنمّى قيمة العمل الجماعيّ، والشعور بالمسؤوليّة داخل الفريق وأهميتها؛ بحيث تتولى كل عضوةٍ مهمةً تؤثر على سيرورة العمل.

مها عطّون منسّقة عامة في انتخابات 2022 “تكمن أهمية انتخابات حملة قُم مع المعلم، التي تقام بشكل دوريّ كل سنتين للفرق واللجان، بالحرص على تبادل الأدوار بين المنسّقات، وتجربة حمل المسؤوليّة، وتعلم عدة مجالات (حسب تخصص اللجان) وذلك:

  • لاستمرار التعلم والتطور بين أعضاء الحملة.
  • لإعطاء فرصة للعضوات الجديدات بأخذ أدوار المسؤوليّة في الفريق، مع التزام العضوات المؤسسات بتمكينهنّ؛ فهذه العمليّة تشعرهنّ بأهميتهنّ. وأن الانتخاب والترشح حق لكلّ عضوة، الأمر الذي يخلق الوعي، والجاهزيّة، والرغبة المستمرة بالتعلم، ويحقق هدف الاستمرار والتطوير للحملة.”

وأضافت: “الانتخابات تعطيني شعور الاطمئنان بأن الفريق قادر  على الاستمرار  والتطوّر”

مراحل الانتخابات

المرحلة الأولى: خطة عمل وآلية الانتخابات:

يُعقد اجتماع للفريق الوطنيّ المكون من المنسّقات، وتُحدد الأدوار التي سيتم الانتخاب لها لتتناسب مع بُنية الحملة؛ وهي أدوار المنسّقات العامّات للحملة (يتم انتخاب مُنسقتين للحملة) ومنسّقات الفرق المحليّة ومنسّقات اللجان الوظائفيّة. وتم الاتفاق على منح العضوات فرصة اشغال دورٍ قياديٍّ لدورتين متتاليتين فقط، إما لنفس الدور أو لأدوار مختلفة ولا يحق للعضوة اشغال دورين في نفس الوقت. بالإضافة إلى أنه يتم الاتفاق على آلية العملية الإنتخابيّة وتواريخ عقدها. يتم اولاً عمل انتخابات المنسقات العامات ثم انتخابات الفرق واللجان لتحصل العضوات اللي لم يحالفهنّ الحظ في انتخابات المنسقات العامات الترشح لدور منسقات الفرق واللجان.

المرحلة الثانية: انتخاب مُنسقتين للفريق الوطنيّ (منسّقات الحملة أو منسّقات العامّات):

تُحدد عضوات الفريق الوطنيّ في، اجتماع منفصل، مهام المُنسقتين والمعايير التي يجب توافرها في العضوات المرشحات. حيث تُحدد أربعة معايير بعد مناقشتها مع جميع أفراد الفريق. ومن أهم الأمثلة على المعايير الأساسيّة، التي تم تحديدها في انتخابات حملة قُم مع المعلم، توفير الوقت الكافي لخدمة الحملة، والإلمام التام بتفاصيل الحملة ومشوارها، والقدرة على الظهور الإعلامي.

وضّحت هديل الكسواني، المنسّقة العامّة السابقة للحملة: أنّ الأهمَ من سرد مجموعة معايير طويلة ومتعددة هو مناقشتها وفهمها، لأنّنا كثيراً ما نعدّد معاييراً لا تكون بالحقيقة مساعدةً “لفلترة عادلة”، وإذا ناقشنا المعيار جيّداً وسألنا: هل هو فعلاً معيار أساسيّ؟ هل هو  فعلاً ضروريّ؟ ما هي ايجابياته وسلبياته؟ حينها سنتمكن من تحديد ثلاثة إلى اربعة معايير أساسيّة لا أكثر. فكلّما كَثُرت المعايير كلما صارت ‘الفلترة’ أصعب، وتلاشت فكرة وأهمية الانتخابات.

ملاحظة: الأمر الذي يُسهّل عمليّة تحديد المعايير، قيام المنسّقة العامة أو المسؤولة عن الانتخابات، بالطلب من العضوات التفكير بالمعايير قبل الاجتماع، وتقوم عضوة بجمع المعايير كلّها، وفلترتها، والتفكير بها، وتقترح على المجموعة أهم اربعة معايير وتشرح لهم لماذا استثنت البقية. أو على الأقل تعرض كل المعايير، ويخوض الفريق بحوار تشاركيّ لاختيار أهم أربعة معايير منهم.

في نهاية الإجتماع يُطلب من العضوات التفكير في ما إذا كانت تنطبق عليهنّ هذه المعايير؟  هل يرغبنّ بترشيح أنفسهنّ؟ وفي حال لم ترغب العضوة بالترشح أو أن المعايير لا تنطبق عليها، يمكنها اقتراح أسماء عضوات أخريات في الحملة ممن تنطبق عليهنّ المعايير، ويتم إعطائهنّ مدة ثلاثة أيام للتفكير بقرار رغبتهن بالترشح والتفكير بأسماء العضوات اللواتي يرغبن باقتراح اسمائهن للترشح و من ثم إرسال أسمائهنّ أو أسماء العضوات المقترحات إلى ايميل الحملة.

يختار الفريق، بقرار تشاركيٍّ، عضوةً مسؤولةً عن المراسلات الالكترونية الخاصة بالانتخابات، وخلال ثلاثة أيام، يتم إرسال أسماء المرشحات والأسماء المقترحة من قِبل عضوات اخريات للمجموعة على تطبيق واتس اب عن طريق “سكرين شوت” من أجل المصداقية، حيث تُعلن أسماء المرشحات فقط دون ذكر اسم العضوة التي قامت بترشيحهنّ؛ لتجنب الإحراج والحساسيات بين عضوات الحملة. وعندها تقوم العضوات اللاتي تم اقتراح اسمائِهنّ بقبول الترشح أو رفضه.

في يوم محدد وساعة محددة يتم تحديدها و الإعلان عنها مسبقاً، تقوم منسقة الحملة بعمل رابط التصويت وارساله لجميع عضوات الحملة، ويتم إبلاغهنّ بأن التصويت يجب أن يتم بناءً على المعايير المتفق عليها، وعلى إيمانهنّ بأن العضوة المنتخبة قادرة على خدمة الحملة حسب هدفها المحدد، تلتزم العضوات بالتصويت بشكل فرديّ لتجنب حصول التكتلات. كما لن يتم اظهار اسم الناخبة؛ لتفادي الحساسيات والتوترات بين العضوات. وبعدها تتم مشاركة النتائج عن طريق “سكرين شوت” ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعيّ.

المرحلة الثالثة: انتخاب منسّقات اللجان الوظائفية :

يحق لجميع عضوات الحملة الترشح لمنسقة أو مساعدة اللجنة الوظائفية، وتقوم جميع عضوات الحملة بعملية الانتخاب لأن اللجان الوظيفية تعمل على مستوى الحملة كاملة وليس فقط على النطاق الجغرافي مثل الفرق المحلية. تًشرف المنسقة العامة على انتخابات اللجان الوظائفية وتًطبّق نفس الإجراءات التي تم عملها في انتخابات المنسقات العامات.

المرحلة الرابعة: انتخاب منسّقات الفرق المحلية :

تبدأ هذه المرحلة بعد الانتهاء مِن المرحلة الثانية بأسبوع ليتسنى للمنسقات الاجتماع مع الفرق وتحديد المهام والإجراءات، وتُطبّق فيها ذات آلية انتخاب المرحلة الثانية لكن على النطاق المحليّ بمشاركة المرشحات والناخبات من الفرق فقط؛ لأن عضوات الفرق لا يعرفنَ باقي أفراد الفِرق الأخرى، فَتُختصر العمليّة على عضوات الفريق أي أن انتخاب منسقة الفريق يحصل في كل فريق على حدى فلا يصوت أعضاء فريق الزرقاء على منسقة فريق السلطة كونهن لا يعرفونها ولم يعملوا معها. فتقوم المنسّقة بعقد اجتماع، لتحديد المهام والمعايير حسب ما يتفق عليه الفريق، وتُطبّق باقي الإجراءات كما في عملية انتخاب المنسّقات العامّات (منسّقات الحملة أو منسّقات الفريق الوطنيّ). تقوم كل منسقة فريق بالإشراف على انتخابات فريقها،

https://ahel.org/wp-content/uploads/2022/08/results-22.png
https://ahel.org/wp-content/uploads/2022/08/elec-winners.png

بعد الانتهاء من جميع مراحل عملية الانتخاب، من الضروريّ أنّ تُوثقْ الحملة أدوار الفرق واللجان والمعايير لانتخاب المنسّقات لكل فريق؛ كي تكون مصدراً مرجعيّاً للحملة في عمليات الانتخاب المستقبليّة. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ بُنية الحملة تتطور بشكل مستمر، وبناءً عليه، قد تتغير آلية الانتخابات والأدوار تباعاً. ومن الأمثلة على آلية تطوير بُنية الحملة وهيكليّة الفرق في انتخابات حملة قُم 2022:

  • تم انتخاب مساعدات للمنسقات، حيث أصبح لكلّ فريق أو لجنة منسقة ومساعدة؛ وذلك يساهم في تأهيل وتمكين عدد أكبر من العضوات لممارسة القيادة التشاركيّة.
  • تم خلق فريق استشاريّ من منسقات سابقات، لدعم المنسقات الجديدات وتمكينهنّ؛ حيث أن كلّ منسقة سابقة تدعم المنسقة الجديدة التي تدير ذات الفريق.

تعكس الانتخابات قيم القيادة والتشاركيّة في الحملة من خلال:

  • المصداقيّة: تنعكس من خلال الممارسات في الانتخابات كالتصويت بطريقة فردية بناءً على المعايير التي تم وضعها، والإيمان الداخليّ لكلّ عضوة بأهمية إختيار المرشحة المناسبة، والتي سوف تخدم الحملة على أكمل وجه.
  • التشاركيّة بأخذ القرار: يتم أخذ قرار الانتخابات ووضع الآلية والشروط بشكل جماعيّ، حيث تعكس آلية الانتخابات ممارسة اتخاذ القرار التشاركيّ بأفضل صورة.

تقدير الآخرين والإيمان بقدراتهم على القيادة: ويتم ذلك عن طريق فتح باب الترشح للجميع، وامكانية اقتراح أسماء عضوات أخريات لديهنّ القدرات المناسبة، حيث يساهم ذلك في تعزيز قيمة تقدير الآخرين والإيمان بقدراتهم.

إقتباس من ريم مناع- الممكنة الرئيسية لحملة قم مع المعلم منذ تأسيسها عام 2015 بانتخابات حملة قم فتقول:”انتخابات حملة قم عنت لي الكثير كممكنة حملات، لأنها أكدّت لي وعي الحملة لطول عمر نضالها، وعملها بذكاء على مأسسة نظام قيادة  داخلي يحتكم له الجميع بدلاً من الاحتكام لأفراد.  بالحقيقة ما يثلج القلب أنّه في ظل قهر الأنظمة في دولنا العربية لأساسيات الديمقراطية والعمل الجماعي، تأتي حملة بقيادة معلمات في القطاع الخاص لتمنحنا نموذج مذهل للعمل الجماعي التشاركي وللديمقراطية وبالتالي التغيير.”

إقتباس من ناريمان الشواهين-منسّقة الحملة سابقاً: “بهذه الحملة اشعر بأنني أم تجاهد لجمع وارشاد أبنائها إلى الطريق الصحيح، ولذلك لا استطيع الانسلاخ عن الحملة.”

“كل سنة أزداد قوةً واعمل بجد لتحقيق الاستراتيجيّة.”

“عندما فصلت من عملي لأنني انضممت إلى الحملة شعرت بالظلم، خصوصاً أنّني لم أجد عملاً بسهولة بعدها لذلك اشعر بكل معلمة مظلومة.”

هديل الكسواني: “الانتخابات ‘دينمو’ الحملة وهي التي تجدد الحملة وتعزز استمراريتها”

هذه الورقة كتبت كمخرج من لقاء تعلّمي شاركت فيها حملة “قم مع المعلم” مع حركة “عائلات من أجل الحرية” تفاصيل تجربة حملة “قم مع المعلم” في الانتخابات وذلك في 23/3/2022 حيث كانت تنوي حركة “عائلات لأجل الحريّة” خوض أوّل انتخابات لها. بالإضافة إلى مقابلات مع منسّقات حملة قم مع المعلّم.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2021/02/KayfButton100bigger.png