مرافقة الحملات

رافقت أهل على مدار العشر سنوات السابقة  15 حملة تغيير مجتمعية وسياسيّة في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريّا

مجال مرافقة الحملات التنظيمية هو ما يميّز عمل أهل كمؤسسة تنظيم مجتمعي، فعلى مدار العشر سنوات السابقة رافقت أهل ما يقارب 15 حملة تغيير مجتمعية وسياسيّة في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريّا. منها حملات سعت لإحداث تغييرات في قوانين بلدانها ، مثل حملة صداقة لتفعيل قانون يلزم المؤسسات بمعايير معينة لتوفير حضانات لأبناء العاملين والعاملات لديهم،  ولا شرف في الجريمة التي طالبت بوقف استخدام اسقاط الحق الشخصي في قانون العقوبات على الجرائم التي تحدث داخل نطاق العائلة، و برافر لن يمر ،وقم مع المعلّم لتفعيل قانون العمل الأردني لضمان أجور واجازات عادلة لمعلمات القطاع الخاص، وحملات أخرى سعت لإحداث تغييرات وتطويرات في عادات مجتمعية في أحيائها، مثل حملة 6 دقائق لمتعة القراءة، وبيوت آمنة لمنع ضرب الأطفال في 146 بيت في منطقة جبل النظيف، و حملة لاتكبرّونا لوقف استسهال الأهالي لتزويج بناتهنّ القاصرات، وغيرها من الحملات التي تقرأون نبذات عنها في هذا الباب.

لا يوجد وصفة تمكينيّة يمكن كتابتها وتوزيعها على الحملات لتحمي القياديين والقياديات من التعثّر، فلكلّ حملة توليفتها الخاصّة من صعوبات ونجاحات وفرص وتحدّيات. ومثل كلّ العلوم والمعارف، يوجد في التنظيم المجتمعي جانب معلوماتي، وجانب تطبيقي وهو الجانب الذي نركزّ عليه في مؤسسة أهل من خلال تخصيص قسم يقوم على مرافقة الحملات التنظيميّة وقياديّينها. ونعني بالمرافقة أن يمشي أحد الممكنّين والممكّنات لدينا الدرب مع الحملة التي يرافقها منذ بداية تشكل فريقها المؤسس و مرورا بقيادة الفريق للتكتيكات على الأرض وتقييم وتطوير الاستراتيجية،  لحين تمّكن فريقها المؤسس من التوسّع وانتاج فرق قياديّة تقوم بدورها بنشر عمل الاستراتيجية على  نطاق أوسع حتّى يتحقق الهدف.

كم زمن مرافقة الحملة؟

لكلّ حملة خصوصيّتها وزمنها الخاص الذي تحدد فيه تاريخ تحقيقها لهدفها، وبالتالي يختلف زمن مرافقة كلّ حملة عن الأخرى. ولكنّ مهما اختلفت الخصوصيّة تركّز مؤسسة أهل أن لا تكون مرافقتها للحملات أبديّة، وأنّ تصل الحملات لمرحلة تجد نفسها محيطة بأساسيّات التمكين وأساسيات القيادة التنظيمية لدرجة أصبح فيها الكثير من منسقي الحملات التي رافقناها ممكّنين لحملات أخرى غير حملاتهم. 

كيف نقرر أيّ الحملات نرافق؟

1- هل الحملة بقيادة أهل القضية المباشرين، أي الأكثر تأثرّا من غياب الحق والأكثر استفادة في حال حصل التغيير؟ 

2- هل هنالك فريق مؤسس أو هل القياديّن قادرين على تشكيل وحشد فريق من 7-9 أشخاص ملتزمين وثابتين؟ 

3- هل المسعى لقيادي الحملة في قضيّتهم هو التغيير الملموس وليس التوعيّة والإعلام فقط؟ 

4- هل القائمين على الحملة يؤمنون بالقيادة التشاركيّة ويسعون عمليّا لوجودها كثقافة عمل أساسية بينهم؟ 

5- هل تتوافق الحملة مع القيّم الأساسيّة القائمة عليها مؤسسة أهل، وهي الحريّة، العدالة، والكرامة؟

ماذا تقدم أهل أثناء مرافقتها لحملة ما؟


1- حشد الفريق المؤسس

تمكين قيادين الحملة من حشد فريق مؤسس فيه من 7-9 منظّمين ومنظّمات من أهل القضيّة أي أكثر الناس متأثرّين بالظلم الواقع في القضية وأكثر الناس مستفيدين عندما يحدث التغيير.

2- تشكيل الفريق المؤسس

جلسة تيسيريّة ليومين يشارك فيها أعضاء الفريق المؤسس ومنها يخرج الفريق بالاستراتيجية الشاملة للحملة من رؤيا وهدف محدد وفرضيات تغيير وتكتيكات ومنحنى وخطّة عمل بالتواريخ. وأيضاً يخرج الفريق برسمة هيكليّة الحملة المستقبلية التي يحشد القيادين وينظّمهم في الحملة بناء عليها، وأخيراً الهوية القيميّة التي تجمع أفراد الحملة والأعراف التي تنظّم عملهم كمجموعة.

3- تجربة التكتيكات على الأرض

هذه مرحلة هامّة جدا في حياة الحملات، لأنّها المرحلة التي ينتقلون فيها التخطيط للعمل الحقيقي. في هذه المرحلة يتردد كثيراً أعضاء الفريق المؤسس من النزول للأرض، فهناك شعور بالغموض، وبأنّ الاستراتيجية مازالت غير جاهزة تماما ومازال الشعور بالحاجة للنقاشات والقرارات موجود، قد يكون هذا صحيحاً، ولكن إذا علق الفريق المؤسس بمراحل التخطيط ولم ينزل للارض ليختبر استراتيجيته وتكتيكاته فاحتمال كبير أن يضل اسيرا للمراحل السابقة وللحاجة للحوارات والبحث والتعلّم بدلاً من بدء العمل الحقيقي. نقوم هنا بتمكين الفريق لتحضير نفسه لتجربة التكتيكات، وأيضاً نساعد الفريق في تشكيل سجلّ النجاح للحملة، وهو عبارة عن جدول فيه تضع الحملة أهم مؤشرات النجاح لعملها وتحدد الهدف الرقمي الذي تسعى اليه في كلّ مؤشرّ وعرفها في ابقاء أعين المنظمين عليه وتطويره مع كل تكتيك.
عند انتهاء الفريق من تجربة التكتيك نقوم بعقد جلسة تقييم لهذه التجربة وما نتج عنها وغالبا يتم تطوير التكتيكات بناء عليها.

4- الحشد للفرق التوسعيّة

هذه مرحلة مفصليّة في حياة الحملات، فأحدّ أهم ما يمّز التنظيم المجتمعيّ القائم على بناء قوذة الناس هو أن نكتفي بفريق مؤسس، وأن يتمّكن الفريق المؤسس من تنظيم قياديين اخرين في فرق وخلايا تنظيمية، من غير تنظيم الناس في فرق قادرة على العمل العمل الجماعي التشاركي وبناء استراتيجيتها والتواصل فيما بينها لن يتم بناء قوّة الناس الجماعيّة التي تشكّل الرّافعة الاساسية للمطالب.نقوم هنا بتمكين الفريق المؤسس من مهارات حشد القيادين وبناء العلاقات الالتزاميّة. وبعد ذلك نقوم بتيسير لقاء جماعي لكلّ القياديين المحشودين من قبل الفريق المؤسس لنساعدهم في تشكيل فرقهم واستراتيجيات عملهم. من الأدوات الملموسة التي نمكّن الحملة عليها في هذه المرحلة هي أداة "قاعدة البيانات" وهي المساحة التي يتم فيها تدوين معلومات أهل القضية، والمنظمين في الحملة، والداعمين. بطريقة تمكّن الحملة من اللجوء للقاعدة كمصدر للموارد.

5 - تمكين منسّقي ومنسّقات الفرق القيادية

نعقد جلسات تمكين واحد لواحد دوريّة مع منسّق أو منسقّة الحملة نركّز فيها على مساعدتهمم السيطرة على خطّة الحملة الشموليّة، ونخوض معهم حوارا تمكينيّاً حول أحد التحديّات القيادية التي يمرون بها أو تمر بها حملتهم. وأيضا نعقد جلسا تعلميّة حول مهارات قيادة وتنسيق الفرق وتيسير الاجتماعات لفريق المنسّقين في الحملة.

6- وقفات تأمليّة في ثقافة العمل التشاركيّ

يُلاحظ في عمل الحملات المجتمعيّة أنّ كثير من الحملات تتعثّر ليس لضعفٍ في استراتيجيتها وإنمّا لضعفٍ في ثقافة العمل الجماعي التشاركي بين أعضائها. وبطبيعة الحال كما في كلّ أنواع العلاقات الانسانية يحدث تحديّات علاقئقيّة بين المنظمين في الحملة، ولكنّها دائما منبع لدروس تعلميّة هامّة، لهذا نصّر أن يتوقف الفريق المؤسس عليها ويوليها اهتمام بدرجة لا تقل عن اهتمامه باستراتيجيته.

7- وقفات تقييم وتطوير استراتيجية

هي جلسات تيسير نقيمها كل 6 أشهر تقريبا لتتمكن الحملة من التأملّ بالطريق التي مشت فيه حتّى لحظة التقييم وانجازاتها وتحديّاتها وبناء عليه خطتّها للستة أشهر القادمة.

8- تفعيل تكتيكات تنظيمية

كل حملة لها تكتيكاتها الخاصة بسياقها واستراتيجيّتها، ولكن هناك تكتيكات تنظيميّة تتشارك الكثير من الحملات في ممارستها ونخصص لها موّاد وإرشادات تمكينية تساعد الحملات على تطويعها في استراتيجيتها بطريقة تضمن النجاح.

اطلب استشارة أو تمكين من أهل هنا

تكتيكات التحرك للحملات

الاجتماعات المنزليّة

كلّ شخص معك في الحملة هو بنك موارد، فأثمن الموارد هي الناس وطاقاتهم وأفكارهم، تخيلّوا عندما يقوم كلّ فرد في الحملة بعقد لقاء منزلي يدعوا عليه جيرانه وأصدقائه وأقاربه، وفي هذا اللقاء للمعارف يتم الحديث فقط عن الحملة وعن مطلب الحملة الملّح، بنهاية اللقاء يوّجه المستضيف سؤال: من يريد أن يعقد نفس هذا اللقاء في منزله لأقاربه وجيرانه ومعارفه، حتى لو رفع فقط شخصين من الحضور ايديهم هذا يعني أن الحملة ستدخل بسبب هذا اللقاء لمنزلين اخرين وكل منزل فيه العديد من الأسر والافراد، وهكذا. قد تحتاج بعض الحملات هذا التكتيك التنظيمي في مرحلتها الأولى للنزول للأرض فقط لتختبر مع الناس استراتيجيتها وتستمع لآراء الناس وتفاعلهم مع الهدف والتكتيكات وإلحاح القضية، وقد تستخدم حملات اخرى هذا التكتيك في أكثر الأوقات إلحاحا في حملتها، أي الأوقات التي يجب أن تجمع فيها أكبر عدد ممكن من التواقيع او الموافقات او الاصوات على شيء معيّن. وبغض النظر عن هدف الحملة من استخدام هذا التكتيك فهي من خلاله ستتعرف على أشخاص قياديين لم تكن تعرفهم، ويمكن ان تضمّهم لفرقها التوسعيّة، لأنّه أنسب اختبار التزام وشغف وقيادة الأفراد في قضيّتهنا هي قيامهم بتحمل المسؤولية لعقد لقاء منزلي في بيوتهم ودعوة معارفهم إليه.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2021/01/LaTkabrouna-640x480.jpg

التعلّم الشعبي

معركة التغيير لا تحدث فقط بين أصحاب القضيّة والعالم الخارجي حولهم الذي يحاولون التأثير عليه ليحدث التغيير، معركة التغيير تحدث أيضا في الوعي الجمعي لأصحاب القضية ومحاولتهم لخوض تجربة مشتركة فيما بينهم للتأمّل في معاني وآثار مفاهيم الظلّم على حياتهم واختياراتهم. المُفكرّ البرازيلي باولو فريرّي وضع بين أيدينا علم عظيم متعلّق بالتعلّم التحرّري، خاصّة للناس الذين وقعوا تحت وطأة ظلم وتسلّط طويل المدى. ومن هذا العلم تطورّت عدّة فعاليّات وبرامج للتعلّم الشعبي الذي تستخدمه الكثير من المؤسسات والجهات، كلّ جهة حسب استراتيجيتها واحتياجاتها، ونحن أيضاّ طوّعنا التعلّم الشعبي كتكتيك تنظيمي بحيث يتم فيه حشد مجموعات من أهل القضيّة وتقوم المجموعات باختيار مجموعة من المفاهيم الهامّة المتعلّقة بقصتهم الشخصية التي جعلّتهم مهتمّين بإحداث تغيير بقضيّتهم، مثلاً في حملة قم مع المعلّم اختارات المعلمات مفاهيم مثل: كيف نقول لا، السلّطة والتسلّط، العدالة، الحب. وتعقد المجموعات لقاء دورّي في موعد محدد معتاد ومع نفس الأفراد ويبدأون بالغوص في أحد المفاهيم التي اختارونها، الأساس في هذا الحوار أنّه يحدث من غير معلّمة، ولكن بالاعتماد على مشاركة أفراد المجموعة لتجربتهم ومشاعرهم الخاصة والحقيقية التي اختبروا من خلالها المفهوم، هذه الحوارات تساعد منسيقي الفرق على حشد مهتمين في حملتهم، وتساعدهم على بناء روح وثقافة عمل جماعي فيها استماع وحوار وأعراف هامّة، وخلال مسار التعلّم الشعبي تبني المجموعات وعيّا جمعيّا جديدا وتشاركياّ في مفاهيم هامة تؤثر وتلعب دوراً في اتخاذهم موقف قيادي في قضيّتهم أو تغيير عادات جماعيّة بينهم تؤّدي لإحداث التغيير الذي يصبون إليه.

باب لباب

يتم استخدام هذا التكتيك في الحملات التي تسعّى للتأثير على رأي سكّان منطقة إمّا لتقديم مطلب في المجلس المحلّي، أو ربما للتصويت في الانتخابات الحكومية القادمة، أو الحصول على موقف جماعي مؤيّد لفعل أو رأي أو حدث معيّن. يقوم هذا التكتيك على فكرة قيام المنظمّين بالذهاب من منزل لآخر وربمّا من دكانة أو محل بيع أدوات معينة لآخر في الحيّ الذي يقومون به بحيث يخوضون حوارا لا يزيد عن 10 دقائق مع صحابة المكان ياخذون خلاله بيانات ما، أو يقنعون من يفتحون لهم الباب بمطلب الحملة.
يتم تمكين أعضاء الحملة في هذا التكتيك على بناء قاعدة بيانات للحيّ، وتقسيم قاعدة البيانات في جداول بيانية على عدد الأعضاء، والتدريب على النص والحوار بين المنظمين والناس في المنزال، وكيف يجمعون البيانات النهائية ويحللّونها.

اطلب استشارة أو تمكين من أهل هنا