في القدرة على التعلّم تكمن القدرة على القيادة.
نثمّن في أهل العلاقات التي نبنيها مع الحملات التي نرافقها، ومن إحساسنا بالمسؤولية القائمة على الشراكة المتبادلة مع هذه الحملات ننطلق لفتح مساحات من التعلّم المستمر بيينا، لأنّه يساهم بشكل أساسي في تطوّر ونمو كلانا وخاصة في ظل التحديات التي تواجه الحملات على الأرض. فمع زيارة البروفيسور مارشال غانز وهو بروفيسور ومحاضر حول التنظيم المجتمعي وبناء قوة الناس من جامعة هارفرد إلى عمّان في شهر كانون الثاني وانطلاقاً من اهتمامنا في تعلّم الحملات التي دعمت رحلتها مؤسسة أهل، قمنا بتنظيم خمس لقاءات مع خمس حملات أردنية ما زالت تعمل على تنظيم أهل القضية للوصول للتغيير الذي ينشدونه،كانت هذه الحملات هي ( حملة صداقة، وحملة الأردن تقاطع، وائتلاف جنسيتي حق ليولعائلتي، وحملة قم مع المعلم، وحملة معاً). تمّت هذه اللقاءات بشكل منفصل حيث التقت كل حملة مع مارشال جانز في اجتماع استمر لمدة ساعة للنقاش حول أهم تحدي يواجهونه حالياً في حملاتهم.
وكانت هذه اللقاءات غنية بالتعلّم والأفكار الجديدة حيث نسجنا تعلّماً مختلفاً من كل لقاء، فمثلاً في حملة قم مع المعلم كان التعلّم أن قوة المعلمات تُنظّم أكثر إن انخرطن في جلسات التعلم الشعبي ونسجن معرفة وتأمل ذاتي عن قيادتهن وعملهن الجماعي ومسؤوليتهن تجاه التغيير لتكون هذه اللقاءات أسلوباً في توسع الحملة. أما من اللقاء مع منظِّمات حملة صداقة تعلًمنا أن الوقت قد حان للاستثمار في بناء تنظيم يشمل الأمهات العاملات للدفاع عن حقوقهن ولتطبيق المادة 72 من قانون العمل. من حملة الأردن تقاطع تعلّمنا أهمية إعطاء الاهتمام الكافي للحديث والخطاب السائد والذي يُحبط العمل ويعزّز الشّعور بالهزيمة والتدخّل بالقصص الشخصية لتغييره والتأثير عليه. أما في ائتلاف جنسيتي حق لي ولعائلتي تمحور تعلّمنا حول أهمية وكيفية ربط الحملة بالحراك النسوي الأردني بشكل عام. وفي اجتماعنا مع اليونيسف حول حملة معاً تمحور التعلّم عن محدّدات حملات الإعلام الاجتماعي وأهمية العمل الميداني العلاقاتي وإن كانت البدايات في فرق وأحياء صغيرة قبل أن تتوسع لتكون حملة ميدانية وطنية. فبحسب نموذج التوسع في التنظيم المجتمعي فإننا نؤمن أن كرة الثلج تتشكّل من حبات ثلج تجمّعت مع بعضها البعض لتشكّل قوة كرة الثلج وهنا نقصد أن العمل في فرق قوية ومتينة على صعيد منطقة معينة في أول عمر الحملة وبعدها نتوسع هو النموذج الذي يطور القيادة ويُمكّنها ويوصلنا إلى تغيير على صعيد وطني أو على صعيد أكبر.
انبهر البروفيسور مارشال جانز من حجم العمل والإنجاز الذي قامت به هذه الحملات وانبهر أيضاً من حجم القيادة التي تُمكّن وتنمو من أهالي هذه القضايا، ونحن في مؤسسة أهل مستمرون في العمل مع جميع المنظّمين والمنظّمات للحملات ومع شبكة المدربين والمدربات التي كبُرت مع هذه الحملات وأصبحت أحد موارد مؤسسة أهل الرئيسية في التدريبات ومنصّات التعلّم المختلفة، ونتطلّع لمجاورات تعلّم تجمع المدربين والمدربات في هذه الشبكة وتُرحّب بالعدوى الإيجابية لاستمرار نقل الخبرات والتجارب والاستفادة من قصص النجاح ونقلها وتوسيعها في تجارب وحملات آخرى.
قوة الناس التنظيمية في قيادة الحملات المجتمعية كانت وما زالت تصرّف نتعلّم منه وخبرة نتعلّم منها من أجل المُضي بأهداف واضحة وفعل واضح لتحقيق التغيير في حاضرنا، الحملات المجتمعية التي تعمل على الأرض بتنظيم الناس وأهلها هي الفرصة التعلّمية التي نحتاجها في وقتنا الحالي، ووجود مساحات تجمع مثل هذه الحملات لكي ينتقل التعلم بتواضع ولكي يتوسع و نستفيد من التجارب المختلفة هو ما نحتاجه في ظلّ غياب العديد من الحقوق الأساسية في المنطقة. ومن هُنا نؤمن أن التغيير سيكون مستمراً باستمرار وجود مساحات تعلّم تجمع هذه الحملات وأصحاب القضايا الذين يعملون على أرض الواقع بحيث يتبادلون التحديات والنجاحات والإنجازات التي كان أساسها العمل الفعليّ على الأرض والتنظيم الحقيقي بقيادة أهل القضية.
إن كنتم/ن مهتمين/ات بعمل لقاءات واحد لواحد مع مؤسسة أهل للتفكير والتأمل بحملاتكم/ن أو عملكم/ن القيادي في المجتمعات فإن منصة هذا التعلم ما زالت مستمرة ومفتوحة وإن لم يكن البروفيسور مارشال غانز متواجداً في عمّان فإننا في أهل نستطيع تنظيم لقاءات في مؤسستنا ونستطيع أيضاً تشبيك لقاءات على مواقع التواصل الافتراضي مع البروفيسور مارشال غانز.