يستند التنظيم على توظيف، و تدريب، و تطوير القيادة المجتمعية، وخلق قيادات جديدة، قادرة على العمل معاً لخدمة هدفها المشترك. فالتنظيم المجتمعي يدور حول تمكين الأشخاص (القاعدة المجتمعية)، من القدرة (القصة والاستراتيجية) على إحداث التغيير (نتائج حقيقية).
والقاعدة المجتمعية، هي مجموعة من الأشخاص الذين يتكاتفون معاً، لتحقيق أهدافهم وحل مشكلاتهم . فالتنظيم المجتمعي لا يكتفي بإيجاد الحلول لهذه المشكلة أو تلك، بل يتمحور حول تمكين الأشخاص الذين يعانون من المشكلة ليقودوا أنفسهم،ويوظفوا مواردهم المتوفرة، و بذلك تُحل المشكلة المحددة، و تبني القدرة لحل غيرها. وبالتالي فإن الأفراد القائمين على الجهد هم أهل القضية وأصحابها، وليس فئة ضاغطة أو مؤازرة للقضية.
هم قادة الحملة، وبالتالي فان التنظيم القيمي النابع من قصص أهل القضية ذاتهم، هو ما يحفز العمل والإلتزام للحملة (في الحملات المجتمعية، لا نشجع إستقطاب قيادات من خارج أهل القضية).
هم هؤلاء الذين يأخذون على عاتقهم، مسؤولية تمكين الأخرين من تحقيق هدفهم المشترك في مواجهة عدم اليقين والغموض. (في الحملات المجتمعية لا نُعرف القائد على انه المؤثر الملهم الشجاع).
هي ممارسة فيها استخدام اليدين (التصرف)، بتوجيه من العقل (الإستراتيجية) وتحفيز من القلب (القصة)، أي أن القيادة هنا، هي مزيج من المهارات، والمفاهيم، والقيم.
يستمر ازدياد عدد منظمي الحملة (قيادتها) باستمرارها. فبُنية الفرق، والحشد المستمر عنصران أساسيان في العمل (في الحملات المجتمعية لا نشجع ان تبدأ الحملة وتنتهي بذات العدد من القادة).
للحملات هدف استراتيجي محدد باتجاه رؤية ما، والهدف الاستراتيجي المحدد، هو هدف ملموس وقابل للقياس، مع الأخذ بعين الإعتبارأن تحقيق الرؤية تتطلب أحيانا تتالي حملات مجتمعية. (في الحملات المجتمعية، يجب أن يكون الهدف محدداً كي لا يفقد الشخص الذي ينضّم للحملة إيمانه بإهمية تصرفه، فمثلا: لا نشجع حملة هدفها إحقاق الحق فيما يتعلق بذوي الإعاقة. أو حملة هدفها تغيير الرأي السائد حول ذوي الاعاقة).
تبدأ الحملة بالموارد الموجودة، ونعني هنا الموارد المادية، والمعنوية، وحتى الروحانية، ويتم تنظيم الموارد لجذب موارد أخرى، وإطلاق العمل يدا بيد. (في الحملات المجتمعية نحن لا نشجع جعل حراكنا رهينة لاستكمال الموارد الضرورية).
وأحيانا قد لا تحقق الحملة المعيار الأول، ولكنها تحقق الثاني والثالث، وتعاود المحاولة مجددا ربما بهدف استراتيجي أفضل.
يتوجب علينا الإشارة هنا أن العمل بأسلوب تنظيم المجتمع يصلح لنوعين من الحملات حين تفكر فيها من منظور تغيير موازين القوة:
أولا: حملات تعاونية: تستخدم قوة التكاتف (قوة مع)، وهنا يكون تنظيم المجتمع هو إطار قد تستخدمه مجموعة لإحداث تغيير في نفس مجتمع الحملة، وكسب قوة داخلية (مثل حملة 6 دقائق لزيادة مستويات القراءة من اجل المتعة (الرابط)
ثانيا: حملات ضاغطة: تستخدم قوة الضغط على السلطة (قوة على) وهنا يكون تنظيم المجتمع إطار نستخدمه لتنظيم قوتنا مع قوة الأخرين، لكسب قوة داخلية لتشكيل الضغط الذي نريد . فتعمل القوة الضاغطة على التوازي مع قوة التكاتف (مثل حملة صار وقتها التي كان هدفها الضغط على ادارة الجامعة لتوفير التهيئة البيئية وكان ذلك بالتوازي مع خلق قوة تستخدم التكاتف بين طلاب ذوي الإعاقة)
ويصلح هذا الأسلوب لحملات عدالة اجتماعية، ولحملات حقوق سياسية،علما بأن التمييز بين التغيير السياسي والتغيير الإجتماعي قد يكون واهياً. لأن الحملات الإجتماعية إن بنت قوة وقيادة مجتمعية، هي في الحقيقة تغير كذلك معايير القوة السياسية.
تشكل هذه “الملاحظات حول التنظيم المجتمعي” عملاً قيد البحث، وتأملات حول ممارسة القيادة، والتنظيم، والعمل، متجذرة في الخبرة الحياتية، ومستندة إلى البحث العلمي، ومصممة لتيسير عملية التعلّم
مارشال غانز