التكتيكات الخلاّقة

بقلم: ريم منّاع

الاجتماعات المنزليّة

كلّ شخص معك في الحملة هو بنك موارد، فأثمن الموارد هي الناس وطاقاتهم وأفكارهم، تخيلّوا عندما يقوم كلّ فرد في الحملة بعقد لقاء منزلي يدعوا عليه جيرانه وأصدقائه وأقاربه، وفي هذا اللقاء للمعارف يتم الحديث فقط عن الحملة وعن مطلب الحملة الملّح، بنهاية اللقاء يوّجه المستضيف سؤال: من يريد أن يعقد نفس هذا اللقاء في منزله لأقاربه وجيرانه ومعارفه، حتى لو رفع فقط شخصين من الحضور ايديهم هذا يعني أن الحملة ستدخل بسبب هذا اللقاء لمنزلين اخرين وكل منزل فيه العديد من الأسر والافراد، وهكذا. قد تحتاج بعض الحملات هذا التكتيك التنظيمي في مرحلتها الأولى للنزول للأرض فقط لتختبر مع الناس استراتيجيتها وتستمع لآراء الناس وتفاعلهم مع الهدف والتكتيكات وإلحاح القضية، وقد تستخدم حملات اخرى هذا التكتيك في أكثر الأوقات إلحاحا في حملتها، أي الأوقات التي يجب أن تجمع فيها أكبر عدد ممكن من التواقيع او الموافقات او الاصوات على شيء معيّن. وبغض النظر عن هدف الحملة من استخدام هذا التكتيك فهي من خلاله ستتعرف على أشخاص قياديين لم تكن تعرفهم، ويمكن ان تضمّهم لفرقها التوسعيّة، لأنّه أنسب اختبار التزام وشغف وقيادة الأفراد في قضيّتهنا هي قيامهم بتحمل المسؤولية لعقد لقاء منزلي في بيوتهم ودعوة معارفهم إليه.

باب لباب

يتم استخدام هذا التكتيك في الحملات التي تسعّى للتأثير على رأي سكّان منطقة إمّا لتقديم مطلب في المجلس المحلّي، أو ربما للتصويت في الانتخابات الحكومية القادمة، أو الحصول على موقف جماعي مؤيّد لفعل أو رأي أو حدث معيّن. يقوم هذا التكتيك على فكرة قيام المنظمّين بالذهاب من منزل لآخر وربمّا من دكانة أو محل بيع أدوات معينة لآخر في الحيّ الذي يقومون به بحيث يخوضون حوارا لا يزيد عن 10 دقائق مع صحابة المكان ياخذون خلاله بيانات ما، أو يقنعون من يفتحون لهم الباب بمطلب الحملة.
يتم تمكين أعضاء الحملة في هذا التكتيك على بناء قاعدة بيانات للحيّ، وتقسيم قاعدة البيانات في جداول بيانية على عدد الأعضاء، والتدريب على النص والحوار بين المنظمين والناس في المنزال، وكيف يجمعون البيانات النهائية ويحللّونها.

التعلّم الشعبي

معركة التغيير لا تحدث فقط بين أصحاب القضيّة والعالم الخارجي حولهم الذي يحاولون التأثير عليه ليحدث التغيير، معركة التغيير تحدث أيضا في الوعي الجمعي لأصحاب القضية ومحاولتهم لخوض تجربة مشتركة فيما بينهم للتأمّل في معاني وآثار مفاهيم الظلّم على حياتهم واختياراتهم. المُفكرّ البرازيلي باولو فريرّي وضع بين أيدينا علم عظيم متعلّق بالتعلّم التحرّري، خاصّة للناس الذين وقعوا تحت وطأة ظلم وتسلّط طويل المدى. ومن هذا العلم تطورّت عدّة فعاليّات وبرامج للتعلّم الشعبي الذي تستخدمه الكثير من المؤسسات والجهات، كلّ جهة حسب استراتيجيتها واحتياجاتها، ونحن أيضاّ طوّعنا التعلّم الشعبي كتكتيك تنظيمي بحيث يتم فيه حشد مجموعات من أهل القضيّة وتقوم المجموعات باختيار مجموعة من المفاهيم الهامّة المتعلّقة بقصتهم الشخصية التي جعلّتهم مهتمّين بإحداث تغيير بقضيّتهم، مثلاً في حملة قم مع المعلّم اختارات المعلمات مفاهيم مثل: كيف نقول لا، السلّطة والتسلّط، العدالة، الحب. وتعقد المجموعات لقاء دورّي في موعد محدد معتاد ومع نفس الأفراد ويبدأون بالغوص في أحد المفاهيم التي اختارونها، الأساس في هذا الحوار أنّه يحدث من غير معلّمة، ولكن بالاعتماد على مشاركة أفراد المجموعة لتجربتهم ومشاعرهم الخاصة والحقيقية التي اختبروا من خلالها المفهوم، هذه الحوارات تساعد منسيقي الفرق على حشد مهتمين في حملتهم، وتساعدهم على بناء روح وثقافة عمل جماعي فيها استماع وحوار وأعراف هامّة، وخلال مسار التعلّم الشعبي تبني المجموعات وعيّا جمعيّا جديدا وتشاركياّ في مفاهيم هامة تؤثر وتلعب دوراً في اتخاذهم موقف قيادي في قضيّتهم أو تغيير عادات جماعيّة بينهم تؤّدي لإحداث التغيير الذي يصبون إليه.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2021/02/KayfButton100bigger.png