Slide

عملنا لبناء قوَّة الناس:

تمكين حملات مجتمعية مطالبة

رغم قسوة التحديات التي مرت بها منطقتنا في عام 2024، علّمتنا شعوبنا درسًا واحدًا لا يمكن إنكاره: إرادة التغيير لا تخبو. مهما بدا الإحباط طاغيًا، تظلّ هناك محاولات جادة تقودها قلوب مؤمنة بأن الفعل الجماعي يصنع الفرق.
في أهل، كنا شهودًا على هذه القوة أثناء عملنا جنبًا إلى جنب مع مجموعات وأفراد ملهمين وملهمات، رأينا فيهم إصرارًا على تحويل التحديات إلى فرص للتغيير، واكتشفنا في قدرة الناس على التكاتف قوة حقيقية لخلق نسيج مشترك يدعم العمل الجماعي.
نشارككم هنا قصص أربع حملات، من بين العديد من الحملات التي تقاطعنا معها هذا العام، استطاعت أن تبرهن على قوة الناس وقدرتهم على التأثير في واقعهم، لتكونوا شهودًا على أن شعوبنا تتحرك وتُلهم غيرها للتحرك أيضًا.

حملة “قوتنا بجمعتنا”

في حملة “قوتنا بجمعتنا” لعاملات الزراعة في الغور، رافقنا الحملة من بداياتها، وبعد مشوار مع التعلّم الشعبي، أصبحت العاملات في هذه الحملة كتلة وازنة متحدة، وبدأن بالتحرك في سياقهن لقضيتهن ومطالباتهن بحقوقهن العمّالية. حشدت العاملات زميلاتهن داخل المزارع التي يعملن بها، ما زاد من وزن مطالبهن أمام أصحاب العمل، لتوفير أدوات الصحة والسلامة. حققت حملتهن استجابة ٧ من أصحاب المزارع التي يعملن فيها، وحصّلن من خلالها توفير أدوات الصحة والسلامة. تكمل الحملة الآن عملها بفرق ممتدة متمكّنة، تجمع أكثر من ٢٥٠ من العاملات القياديات في تحركهن سوية.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/Farmers-1.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/Farmers-2.jpg

حملة “قم مع المعلم”

تستمر حملة “قم مع المعلم” قوية متماسكة، للمطالبة بحقوق المعلمات في القطاع الخاص. عملنا خلال هذا العام على دعم الحملة من خلال تدخلات محددة تتلاءم مع مرحلتها الحالية، التي ركّزت على الحشد داخل المدارس لتعزيز شعور القوة الجماعية وتحقيق المطالب المشتركة لتحسين ظروف العمل.

Slide

حملة “24/24”:

بعد جهود جماعية من أهل القضية، تمكّنت الحملة من الضغط على وزارة الصحة لإعادة تأهيل المركز الصحي في غور المزرعة، بالتعاون مع جمعية همّتنا ضمن عملها. وافتُتح المركز بحلّته الجديدة، ويقدم الآن خدمات صحية متطورة تلبي احتياجات المجتمع المحلي هناك. يعكس هذا النجاح قوة أهل القضية وكونهم الأكثر تأثيرًا في القضية خاصة بالاستمرار في المطالبة بحقهم.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-3.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/NEwreplace_0002_Layer-1.jpg

حملة “مش شاري”

احتفلنا بنجاح حملة “مش شاري”، ودعمنا مرافقة الحملة الشعبية لمقاطعة كارفور في الأردن، ما أدى إلى إعلان مجموعة ماجد الفطيم عن إيقاف أعمال كارفور في الأردن وإغلاق فروعه. نسلط الضوء على هذه الحملة ونجاحها هنا.

Slide

بناء قدرات تنظيمية وقيادة جماعية

عطش الناس للتعلّم وبناء القدرات على التغيير بطريقة منهجية هو دليل واضح على قوتهم واستعدادهم لإحداث فرق حقيقي. في عام 2024، لمسنا هذا الشغف لدى أفراد ومجموعات من مختلف أنحاء المنطقة العربية، عازمين على تطوير مهاراتهم القيادية والتنظيمية، وتحويل المعرفة إلى أفعال ملموسة تجسّد أملهم وإرادتهم في صناعة التغيير. ما يلي يسلّط الضوء على محطات من عملنا مع هذه المجموعات.

في حزيران 2024، اختتمنا العام الدراسي السادس لمساق “التنظيم وقيادة العمل الجماعي للتغيير”، الذي خرّج 65 قياديًا وقيادية من تسع دول مختلفة. خاض المشاركون. ات مسارًا مكثفًا من المحاضرات والواجبات، مرافقًا بالعمل الميداني على الأرض، لتحقيق التغيير في قضاياهم. ورغم التحديات، وخاصة الغياب المؤلم لأخواتنا وإخواننا من غزة والسودان، كان السياق المحيط محفّزًا للقياديين والقياديات،ما ساهم في تعزيز ضرورة التنظيم وأهميته.

تمكّن المشاركون من توسيع فرقهم إلى 128 فريقًا قياديًا، ضمّت أكثر من 700 قيادي وقيادية، ونفذوا فعاليات حرّكت نحو 1500 شخص من أهل القضية. ركزت هذه الفعاليات على قضايا متنوعة، منها حقوق العمّال والعاملات في الزراعة بتونس، وإنقاذ غابات الأرز في لبنان، وتعزيز المشاركة الشبابية في فلسطين والمغرب، وضمان حق العمل لمحاربي السرطان في الأردن. وقد اختتمنا السنة بالاحتفال بنجاح حملة “مدارس فرصة ثانية” في تكريت – العراق، التي تمكّنت من تحقيق هدفها بعد إكمال مشوارها في عيادة التمكين مع فريق الممكّنين.

في تشرين الثاني ٢٠٢٤، وبعد رحلة تعلّمية غنية، تخرجت ٢٤ قيادية من محافظات الأردن المختلفة من المرحلة الأولى في برنامج “القيادة والتنظيم والنسوية”. قدمنا مسارًا تعلّميًا مدته خمسة أشهر، طورت فيه القياديات معرفتهن بنهج التنظيم المجتمعي وعملن على تطوير حملاتهن. في عام ٢٠٢٥ تستكمل القياديات وفرقهن العمل بمحطات مختلفة مع المدربين والممكّنين. ات من أهل. يمكنكم معرفة المزيد عن هذا البرنامج هنا.

Slide

وكما اعتدنا في كل عام، ولمنح فرص تعلّم القيادة التشاركية والتنظيم المجتمعي في برنامج مكثف، صممنا ونفذنا ورشًا للتنظيم المجتمعي وممارساته، فخرّجنا ٣٨ قياديًا وقيادية من الوطن العربي من ورشة “فرصة” التي تُعقد سنويًا وتركّز على الممارسات الخمس للتنظيم. إضافة إلى الورش المكثفة التي عقدت مع المجموعات بناء على طلبها.

أطلقنا كذلك في ٢٠٢٤ مساق تعلّم ذاتي إلكتروني لتعليم مهارة عقد لقاءات التمكين (1:1)، مستندين إلى نهج التنظيم المجتمعي. نعمل دوماً على تمكين الممكنين والممكنات في الحملات على مهارات التمكين في برامج مخصصة، لكن هذه المرة، صممنا تجربة تعلم ذاتي مبتكرة تتيح للممكنين والممكنات في المنطقة العربية بناء قدراتهم وفقًا لوقتهم. في نسخته التجريبية الأولى، تخرّج 20 ممكن.ة، وعادوا إلى حملاتهم بأدوات جديدة تُعزز قدرتهم على توسيع الأثر وخلق قيادات جديدة في مجتمعاتهم.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-5.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-6.jpg

تعزيز صمود القياديين والقياديات وحراكاتهم

إن قوة الناس لا تقتصر على قدرتهم على التغيير، بل تتجلّى أيضًا في صمودهم الذي يرسّخ وجودهم، وتضامنهم الذي بدوره يعزز الروابط بينهم. من خلال عملنا مع القياديين والقياديات في الحملات والحراكات المختلفة وشبكة “أثر”، لمسنا كيف يتحول التقاء الإرادات إلى طاقة نابضة تُحيي العمل الجماعي وتفتح مسارات جديدة للتغيير.

عملنا خلال عام 2024 على خلق مساحات تدعم التضامن والتعلّم المشترك، لتعزيز صمود القياديين والقياديات، وتمكينهم من مواجهة التحديات والاستمرار في تحقيق التغيير.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-7.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-8.jpg

مع نهاية عام 2024، ضمّت شبكة أثر 220 عضوًا من سبع دول، ينشطون في حملات وحراكات حول قضايا مختلفة في العالم العربي. واستمرت الشبكة في تعزيز التضامن وتنفيذ برامج بقيادة تشاركية تطوعية شملت جوانب عدة، منها:

تعلم فردي ومشترك:

أطلقت  شبكة “أثر” برنامج منح التعلم بهدف تمكين أعضائها عبر تحليل احتياجاتهم وربطهم بفرص تعليمية متخصصة، ما عزز القدرات القيادية والتنظيمية وشجع على التعلّم المشترك. إضافة إلى برنامج يتضمن سلسلة تدريبات للفهم السياسي تحت عنوان “حركات التحرر الوطني”. تعمق هذا البرنامج في دراسة مفهوم حركات التحرر، واستعرض تجارب حقيقية من جوانب تحررية متعددة، في محاولة شمولية لفهم العلاقة المعقدة بين القانون الدولي وحركات التحرر الوطني، وتحديات هذه الحركات، والنجاحات التي سجلتها. كما أجرت الشبكة تدريبات في مجال الأمان الرقمي  باعتبارها مهارةً حيويةً في السياق الحالي.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-9.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-10.jpg

المعرفة والسياق:

  •  استمرت الفرق الوطنية في شبكة “أثر” عام 2025 في تطوير الفهم السياسي للسياقات المختلفة لدى المجموعات المختلفة، سواء على مستوى الدول أو على مستوى القضايا. وكذلك استمرت مشاركة المعرفة والتعلّم المشترك بين الأعضاء. وتحقيقًا لذلك استضافت الشبكة جلسات ملهمة، منها جلسة “الحوار بين الفن والسياسة” التي أبرزت دور الفن في توثيق المقاومة وتعزيز الأمل في السياق السوري، وندوة “الحملات الرقمية – حركة أم ركود؟” التي استكشفت فعالية الحملات الرقمية في النضال الفلسطيني. أتاحت هذه الجلسات للمشاركين والمشاركات التفكير في استراتيجيات مبتكرة وأكثر تأثيرًا.
Slide

كمساحة محورية للتضامن والتعلم المشترك، واصلنا تنظيم “ملتقى الحملات” وعقد جلسات ضمنه،.

“ملتقى الحملات” هو مساحة تشاركية تعلّمية تُعزز صمود قياديي وقياديات الحملات والحراكات وشعورهم بالانتماء إلى مجتمع من الفاعلين على الأرض. يلتقي المشاركون والمشاركات في الملتقى لتبادل الأخبار والتحديات، واستعراض الطرق التي واجهوا بها تلك التحديات.

ما يميّز “ملتقى الحملات” هو اعتماده على خبرات العمل التنظيمي الجماعي للحملات، إذ نستضيف قياديين وقياديات يشاركون تجاربهم العملية حول مواضيع تُختار وفقًا لاحتياجات الحملات، التي تُحدد من خلال تواصلنا المستمر معها.
في الملتقى الإقليمي الأول، تعلّمنا من خلال استعراض تجربتين عن الخطوات العملية لبناء قاعدة شعبية للحملات، بدءًا بكيفية تأسيس القاعدة، إلى حشد الأفراد لدعم العمل الجماعي. ووثّق هذا التعلّم بمقالات أُضيفت إلى مكتبة “أهل” لتكون مرجعًا دائمًا.

في الملتقى الإقليمي الثاني، ركّزنا على بناء التحالفات المتينة في ظل محاولات تفكيك العمل الجماعي. استعرض المشاركون. ات تجربة ائتلاف ميثاق الحقيقة والعدالة، إذ شاركوا أساليبهم في بناء العلاقات واستدامة التحالفات عبر تعزيز قوة المجموعات المتحالفة.

أما الملتقى الثالث، الذي عُقد حضوريًا في الأردن بمشاركة 13 حملة و50 قياديًا وقيادية، فكان مساحة عملية لتجربة التعلّم الشعبي كأداة تنظيمية تُستخدم لتجنيد القيادات وتمكينهم من العمل لتحقيق التغيير. كما وفر اللقاء فرصة للنقاش حول أهمية التعلّم الشعبي في بناء الكتل التنظيمية والالتزام داخل الحملات، إلى جانب تعزيز العلاقات بين المشاركين. ات وتبادل الخبرات بشكل مباشر.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-14.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-13.jpg

عملنا مع المؤسسات المجتمعية:

في سعينا لبناء قوة الناس وتعزيز تأثيرهم في مجتمعاتهم، ركزنا على العمل مع المؤسسات المجتمعية لتمكينها من تبنّي أدوات التنظيم المجتمعي في عملها. وتنفيذًا لذلك، في عام 2024 طبّقنا هذا النهج من خلال مسارات عدة.

نظمنا ثلاث ورشات نوعية موجهة للمؤسسات المجتمعية، في تونس وفلسطين والأردن، في سابقة تُعد خطوة مهمة نحو توسيع تأثير نهج التنظيم المجتمعي. صُممت هذه الورشات خصيصًا للعاملين.ات في مؤسسات المجتمع المدني، بهدف تمكينهم من فهم هذا النهج ومقارنته بنُهُج التغيير الأخرى، سعيًا منا للدفع ببعض المؤسسات لتبنّي هذا النهج في عملها.

في تونس،  عقدنا ورشتين لدعم جهود المجتمع المدني. الأولى كانت في مقر المعهد العربي لحقوق الإنسان، وركّزت على التنظيم المجتمعي كأداة تغييرية، حيث تم تدريب وإطلاع مؤسسات مجتمعية على نهج التنظيم المجتمعي باعتباره أداة تغييرية يمكنهم استخدامها في عملهم مع مجتمعاتهم. كانت نتيجة الورشة تدريب مجموعات في 3 مراكز مجتمعية بحي سيدي حسين في تونس على بناء استراتيجية لحملاتهم باعتبارهم أهل قضية. أما الثانية، فكانت بالشراكة مع أوكسفام تونس، وركّزت على ممارسة القصة العامة، بهدف تمكين قياديين وقياديات تونسيين ناشطين ضمن عملهم في مؤسسات مجتمعية من استخدام قصص “أنا، نحن، والآن” بفعالية لتعزيز دور المجتمع المدني في التغيير.

في فلسطين، بدعوة وبشراكة مع مؤسسة نساء ضد العنف، أنهينا تدريب 30 شخص من مؤسسات مجتمعية وأطر ناشطة في فلسطين على نهج التنظيم المجتمعي. أنتج مسار التدريب مبادرات عدة، منها: حملة تنظيمية تسعى لخلق مساحات أمان للنساء للتعبير في فلسطين، بقيادة نساء ضد العنف؛ و مرافقة حملة طمرة ضد الإجرام المنظم. إضافة إلى تقديم ساعات تمكينية لأطر تنظيمية أخرى في فلسطين المحتلة عام 1948.

في الأردن، عقدنا ورشة حضرها قياديون وقياديات من 12 مؤسسة مجتمعية أردنية تعمل مع قواعدها الشعبية لإحداث التغيير في قضايا متنوعة. كانت نتيجة الورشة تعرّف المؤسسات على نهج التنظيم المجتمعي، وانخراط بعضها في مساحات تعلمية مع الحملات والقياديين والقياديات على الأرض بعد التعرف على النهج. كما تم ترشيح قياديات مناسبات لبرنامج “القيادة والتنظيم والنسوية” من مجتمعات هذه المؤسسات، وفتح باب شراكات جديدة معهن، مما يعكس عمق الأثر وأهمية هذه الورشات في تعزيز مسارنا نحو التغيير المجتمعي.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/workshop-jordan.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-12.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/wavo2.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/WAVO1.jpg