ماذا تقدّم أهل في مرافقتها لحملة ما؟

الفريق القيادي في الحملات هو من يحدد الهدف والاستراتيجية، وهو من يتخّذ القرارات على كل ما يخصّ الحملة واستراتيجيتها وطريقة عملها على الأرض. دورنا بالمرافقة في أهل أن نمكّن الفريق القيادي خلال مروره بمحطّات الحملة المختلفة؛ اتخاذه القرارات المتعلّقة بالسردية، والاستراتيجية، والبنية، والقيم. نرافق الفريق لنضمن تنفيذه تلك المحطّات بطريقة تعزّز القيادة التشاركية لأهل القضيّة، وتضمن تنظيمهم لفعاليات قائمة على منطق استراتيجي، وليس فقط على ردّات فعل، من أجل بناء قوة الناس. أدناه أهم التدخّلات التمكينية التي نقدّمها، ويمكن لفريق الحملات أن يختار ما يناسبه وما يحتاجه من تلك التدخّلات، فليس بالضرورة استعمال كل ما هو مذكور.

1. حشد قياديين.ات للفريق المؤسس

تمكين قياديي الحملة من حشد فريق مؤسس من 7-9 منظّمين ومنظّمات من أهل القضيّة، أي أكثر الناس تأثراً بالظلم الواقع في القضية، وأكثرهم استفادة من إحداث التغيير.

5. تمكين منسّقي ومنسّقات الفرق القيادية

نعقد جلسات تمكين دوريّة واحد لواحد، مع منسّق.ة الفريق، أو الفرق القيادية، ونركّز فيها على مساعدتهم من خلال حوارات تمكينية لمواجهة تحديات تتعلّق بتنسيق فريقهم، أو بتنفيذ حملتهم وتكتيكاتها وفعالياتهم.

2. تشكيل الفريق المؤسس واستراتيجية الحملة

جلسة تيسيريّة مدتها يومان، يشارك فيها أعضاء الفريق المؤسس، ومنها يخرج الفريق بالاستراتيجية الشاملة للحملة؛ رؤية، وهدف محدد، وفرضيات تغيير، وتكتيكات، ومنحنى، وخطّة عمل تشمل مواعيد محددة. كما يخرج الفريق برسم بنية الحملة الممتدة، لبناء المزيد من الفرق القيادية مستقبلًا، وأخيراً، يحدد الهوية القيمية التي تجمع أفراد الحملة، والأعراف التي تنظّم عملهم.ن بكونهم مجموعة.

6. ثقافة العمل التشاركيّ

يُلاحظ في عمل الحملات المجتمعية أنّ كثيراً من الحملات تتعثّر، ليس لضعفٍ في استراتيجيتها، وإنمّا لضعفٍ في ثقافة العمل الجماعي التشاركي بين أعضائها. وبطبيعة الحال، كما في كلّ أنواع العلاقات الإنسانية، توجد تحديّات علاقاتية بين المنظمين.ات في الحملة، ولكنّها تكون قد تكون منبعاً لدروس تعلميّة مهمة. لذا، نُساعد الفرق القيادية عند مواجهتها تلك التحديات أو التوتّرات، في التوقف عندها ومنحها الاهتمام الضروري، كما يولوا الاهتمام بالاستراتيجية والعمل الميداني. ونقوم بذلك أحياناً عبر تيسير جلسة تعلمية وتأملية بالتحدي أو التوتر الذي تمرّ به الحملة، رابطين الأمر بقيم عملهم، والتي تشكّل أساس العمل التشاركيّ، ونساعدهم على تطوير تفكيرهم بالقيم لجعلها ممارسات واقعية.

3. تطوير سرديةّ القضيّة وأهلها

تمكين أهل القضيّة من تطوير سردية قضيّتهم وتنظيمهم، سواء بأدوات محكيّة أو مكتوبة. فيكون العمل معهم على تحديد التأطير الأنسب للقضية والحملة، وعلى ماذا تركزّ السرديّة، وماذا يجب أن تعكس من قِيم، وكيف تبعث الشعور بالإلحاح لحشد الناس وتشجيعهم على التصرّف تجاه القضية، ضمن الاستراتيجية التي تقترحها الحملة. ونعمل تحديداً على تطوير قدرة القياديين والقياديات على رواية القصة العامة المرتبطة بهم وبمجتمعهم وبوضعهم في وقت الحملة، بهدف تطوير التأثير على السردية.

7. تقييم ومراجعة الاستراتيجية

تكون من خلال جلسات تيسير نعقدها في مراحل مفصلية، أو مراحل انتقالية مهمة، يشعر فريق الحملة أنهم يمرون بها، ليتمكن فريق الحملة من التأملّ بالإنجازات والتحديّات التي مرّ بها، والممارسات الجيدة التي يجب أن يحافظ عليها مستقبلًا، والأمور التي كان يجب أن يقوم بها ولم يفعل. وبناءً على هذا التأمل، يخرجون بقرارات عملية للفترة التالية.

4. حشد الفرق التوسعيّة

هذه مرحلة مفصليّة في حياة الحملات، فأحد أهم أسباب تميّز التنظيم المجتمعي القائم على بناء قوة الناس، هو أننا لا نكتفي بفريق مؤسس، إذ يكون الفريق المؤسس قادراً على تنظيم قياديين آخرين في فرق وخلايا تنظيمية ممتدة. فمن غير تنظيم الناس في فرق قادرة على العمل الجماعي التشاركي وبناء استراتيجيتها والتواصل بينها، لن يتم بناء قوّة الناس الجماعيّة التي تشكّل الرافعة الأساسية للمطالب. نقوم هنا بتمكين الفريق المؤسس في مهارات حشد القياديين.ات وبناء العلاقات الالتزامية. وبعد ذلك، نقوم بتيسير لقاء جماعي لكلّ القياديين.ات المحشودين.ات من قبل الفريق المؤسس، لنساعدهم في تشكيل فرقهم واستراتيجيات عملهم. من الأدوات الملموسة التي نمكّن الحملة على إنشائها وإدارتها في هذه المرحلة، هي أداة “قاعدة البيانات”، وهي المساحة التي يتم فيها تدوين معلومات أهل القضية، والمنظّمين.ات في الحملة، والداعمين.ات، بطريقة تمكّن الحملة من اللجوء إلى القاعدة باعتبارها مصدراً للموارد.

8. تنفيذ التكتيكات والتحشيد لها

كل حملة لها أنشطتها وفعالياتها الخاصة بسياقها واستراتيجيّتها، وهذا ما نطلق عليه مسمى تكتيكات. كثير من الحملات تقوم بعمل أنشطة لا تستند إلى موارد متوفرة لدى أهل القضية، وأحياناً نرى أن التكتيكات تكون بقيادة ناس أصحاب خبرة، دون حضور أساسيّ لأهل القضية في قيادة ذلك التكتيك، وأحيانًا أخرى نرى نشاطات أو تكتيكات تخلق ضجّة كبيرة، ولكن سرعان ما يزول أثرها من غير أن تحقق أثراً حقيقياً في استراتيجية الحملة. في أثناء المرافقة، نساعد الحملات في تطوير تكتيكات ذكية وسهلة الانتشار، ويقودها أكبر عدد ممكن من أهل القضية، وتؤدي دوراً استراتيجياً واضحاً، سواء لبناء التكاتف بينهم أو للضغط على صاحب القرار، أو لبناء تنظيم أوسع امتداداً. كما نمكّن أيضاً الفرق من التحشيد والتعبئة، ونركّز على أسلوب محدد يمكّن الفرق دعوة عدد أكبر من الناس، أهل القضية والداعمين.ات والمجتمع الأوسع، للانضمام إلى عملية تنفيذ التكتيكات من أجل تأثيرٍ أقوى.

كيف نقرر أيّ الحملات نرافق؟
https://ahel.org/wp-content/uploads/2021/10/973c12a5-e904-4a3f-b413-a889af31792a.jpg

نبحث عن الآتي:

1- الحملة بقيادة أهل القضية المباشرين، أي الأشخاص الأكثر تأثراً من غياب الحق، والأكثر استفادة في حال حصل التغيير.
2- توفّر فريق مؤسس أو قياديين.ات قادرين.ات على تشكيل وحشد فريق من 7-9 أشخاص ملتزمين وشغوفين.
3- مسعى القياديين في قضيتهم هو تغيير محدّد وملموس، وليس التوعية والإعلام فقط.
4- القائمون.ات على الحملة يؤمنون.يؤمنّ بالقيادة التشاركيّة وبناء قوة الناس، ويسعون.ين إلى جعلها ثقافة عمل أساسية.
5- توافق الحملة مع القيم الأساسية القائمة عليها مؤسسة أهل، وهي: الحريّة، والعدالة، والكرامة.

ما هي مدة مرافقتنا للحملة؟

لكلّ فريق حملة خصوصيّته وزمنه الخاص الذي يحدّد فيه موعداً لتحقيق هدفه، بناءً على السياق والإلحاح، وعليه، يختلف زمن مرافقة كلّ حملة عن الأخرى. ولكن، يمكن القول هنا إنه مهما اختلفت الخصوصية، تركّز مؤسسة أهل على ألّا تكون مرافقتها للحملات أبدية، وأن تصل فرق الحملات إلى مرحلة تجد نفسها مُلِمَّة بأساسيّات التمكين وأساسيات القيادة وممارسات التنظيم المجتمعي، إذ إن ذلك هو نجاحنا، والذي حرصنا في عملنا على تحقيقه أيضاً من خلال تدريب منسقي.ات الحملات التي رافقناها، ليكونوا ممكّنين.ات لحملات أخرى غير حملاتهم.ن.