فريق الحملة

كيف تكوّنوا فريقاً فعّالاً ؟

بقلم: ميس العرقسوسي

في هذا المقال سأتطرق لبعض الخطوات والطرق التي تجعل الفرق القيادية فعالة في عملها وذات نسيج متين يدعم الحملة.

١.اتفقوا على هدف فريقكم ليبقى حافزاً للعمل ومقياساً للنجاح

إنّ الاتفاق بتفكر على هدف فيه تحدٍّ للفريق مهم للغاية. فإن هذا الحوار الذي يسبق الاتفاق على الهدف يخلق الفهم لأهمية عمل الفريق وطريقتكم في تحقيق رؤيتكم وبالتالي يسهل على أعضاء الفريق المساهمة بالأفكار والنشاطات المرتبطة بالهدف وإمكانية التعبير عنه للآخرين بوضوح. إن الإخفاق في تحديد هدف صريح للفريق قد يسمح لبذل الكثير من الجهد والعمل الذي قد لا يكون مرتبطاً بتحقيق الهدف وبالتالي هدر طاقة الفريق. كما أن غياب الهدف يزيد من فرصة سوء التفاهم، فقد ينظر البعض لجهد معين على أنه غير مهم  بينما يجده أعضاء آخرين في صلب العمل وذلك بناءً على تباين الفهم الشخصي للهدف. أهمية تحديد الهدف لا تتوقف فقط على بناء جهد مُتناغم ولكنها أيضا تساعد الفريق على تقييم عمله ومدى تحقيقه للهدف بعد مدة، ومراجعة الهدف أو وسائل تحقيقه. العمل دون تحديد هدف كالاتفاق المسبق بعدم أهمية تحقيق النجاح أوالإخفاق.

2. تأكدوا من أن  مسؤولياتكم  واّلية عملكم معاً تمنح أهمية ودوراً لكل عضو من أعضاء فريقكم

من المهم تكوين فريق يتمتع بقيادة مترابطة وتشاركية. و نعني بذلك أن الفريق يمارس التشارك في الحوارات المهمة والمرتبطة باتخاذ القرار.  يشعر كل عضو بقيمة وجهة نظره لأنها جزء أساسي في آلية صنع القرار. القرار ليس بالتصويت فحسب ولكن بالحوار المعمق للوصول لقرار. فالحوار يؤكد أهمية كل رأي ويشجع أعضاء الفريق على البناء على أفكار بعضهم البعض. أما الترابط فهو متعلق بالمسؤوليات والمهام.  فالفريق الجيد يكون أعضاؤه متنوعون من حيث المقدرة والمهارات. وبذلك يكون تنوع الأفراد فرصة لأن يأخذ كل عضو دور قيادي مهم في مجال محدد. فمثلاً أن يكون أحد الأعضاء المنسق الإعلامي والآخر مسؤول قاعدة البيانات والآخر باحث. وبالتالي فإن النجاح في تحقيق هدف الفريق مرتبط بنجاح كل فرد بتحقيق مسؤوليته. هذا فريق يشعر كل فرد فيه بأهمية وجوده كعضو فاعل في آلية اتخاذ القرارات وتنفيذ العمل. يتمتع هذا الفريق بثقافة مساءلة، بمعنى أن أعضاء الفريق يخلقون فيما بينهم آلية منظمة لمتابعة مهمات بعضهم البعض وثقافة تشجع المساءلة الأفقية وتعتبرها جزءاً من مسؤولية كل عضو لتحقيق الهدف.

  3. حددوا أعراف العمل بوضوح وصراحة قبل ان تتشكل أعرافكم بشكل عشوائي فتحدّ من كفاءة عملكم

اختيار ثقافة العمل بتفكّر أفضل من تركها تتشكل وتنبثق عشوائياً، لا يوجد عمل فريق أو مجموعة دون ثقافة وأعراف سائدة. ولذلك ننصح الفرق بالبدء دائماً بتحديد الأعراف بشكل  قصدي وصريح.  هذه فرصة للاتفاق على آلية للمساءلة الأفقية وللقيادة المترابطة. عدم تحديد أعراف العمل من البداية يفتح المساحة لأن تتكون الأعراف وتُخلق بناءً على الظروف  أو بناءً على تجارب عمل سابقة أو يصبح العرف ما تعارفت عليه المجموعة بعد مدة. بما أن لكل مجموعة أعراف، خذوا الوقت للحوار بها وتحديدها لفريق عملكم قبل أن تتشكل بشكل عشوائي لتصبح عاملاً مُحدداً لكم.  فكروا معاً بما هي ثقافة العمل والعلاقات بينكم التي تطمحون بوجودها خلال هذا المشوار. حددوا معاً ما الذي ستقومون به إذا تم كسرعرف. إن الاتفاق المسبق على آلية التعامل مع الخلل قبل حصوله تسهل عمل الفريق. فعندما يخل أحد الأعضاء بالعرف يعرف ماذا سيتوقع من الفريق، أو المتوجب عليه القيام به اتجاه الفريق. لأن لهذا الفريق ثقافة عمل متفق عليها مسبقاً. إذا لم نطور ثقافة العمل بشكل قصدي يتماشى مع أخلاق وقيم عملنا سوف تتطور بشكل طبيعي وقد لا تتماشى مع قيمنا.

  4.اجعلوا فريقكم محدداً وثابتاً في اجتماعاته

  من أحد مميزات الفريق الجيد هو ثبات أعضائه. فالفريق الجيد معروف الأعضاء. والأعضاء ملتزمون بموعد اجتماع دوري وثابت. هذه إحدى أهم مميزات الفريق الجيد. فإذا قام فريق بتحديد هدفه وأعراف عمله فمن المهم لقاء أعضاء الفريق للعمل وتطوير التفكير في الأمور بناءً على تنفيذ الخطة. عدم لقاء كافة أعضاء الفريق بشكل دوري قد يثبط من العزيمة ويجعل التواصل أصعب لمتابعة بعض الأمور. كما أن عدم معرفة من هم أعضاء الفريق او استمرار غياب بعض الأفراد وحضور بعضهم يجعل تطور العمل والبناء عليه أصعب لضرورة تكرار كثير من الأمور للأعضاء الجدد.  ولأن الالتزام مورد يُغذّى و ينمو فإن التزام البعض وغياب آخرين  يخلق عدم وضوح للتوقعات والتي غالباً ما تهبط من همة الأفراد الملتزمين .

وأخيراً، من الصعب التعاطي مع هذه النصائح على أنها وصفة سحرية للوصول لفريق فعال ومنتج ويعمل بتجانس وتوافق. ولكن ما يمكن تأكيده هو أن احترام التزام أعضاء أي فريق عمل من خلال أخذ موضوع هدف واجتماعات وعمل الفريق بجدية وتفكر هو عامل أساسي. إن انعكاس قيم الفريق من خلال ثقافة العمل هو أمر في غاية الأهمية. لأن الرحلة لتحقيق الهدف يجب أن تعكس الجوهر وتكون بأهمية تحقيق الهدف.   ولعل أهم وأصعب أمر يكمن في التعاطي مع الفريق على أنه جسد وروح.  فبينما يشغلنا عادة كيفية تفعيل جسد الفريق ننسى أحياناً الحفاظ على روحه. فماذا نفعل لإحياء روح الفريق؟  أو الحفاظ عليها؟

 شاركونا من تجاربكم.ن، أرسلوا أفكاركم.ن الى ميس العرقسوسي  mais@ahel.org

https://ahel.org/wp-content/uploads/2021/02/KayfButton100bigger.png