التقرير السنوي لعام 2021

أهل - التقرير السنوي لعام 2021

الأعزاء والعزيزات في مجتمع أهل،

نتمنى لكم عاماً جديداً مليئاً بالصحة والأمل، نكتب لكم لنشارككم.ن تقرير أهل السنوي لعام 2021 وتجدون ملخصه في هذه الرسالة لنشجعكم.ن على قراءته لأنه يشرح واقعاً مغياراً للوطن العربي عما ربما ترونه انتم.ن.

نحن في أهل، نرى المنطقة بمنظور يختلف عمّا يراه الكثيرون، إذ نراها بعيون من ينظمون عملاً شعبياً جماعياً يسعى إلى تحقيق حياة أكثر كرامة وعدالة. فحتماً يمتلك كل من يتقاطع مسيره مع أهل الأمل بالتغيير، والإيمان بقدرة الشعوب وإلا لما لجأ إلينا لتطوير قيادته العمل الجماعي وتنظيمه له. من اليمن وحتى المغرب، توجد قصص كثيرة تروي تحركات جمعية تمتاز تعاونيتها ومطالبتها بالتغيير، وإنّ هذا لواقعٌ موجود وإن لم تشمله وسائل الإعلام التقليدية ولا السردية الدارجة في طرحها، وإن لم يؤدِّ إلى قلب منظومة الظلم والاستغلال بعد، غير أنه موجود ومهم. ولذا، نطلب إليكم التعرف إليه ودعمه.

    • حملة لا تكبرونا في البقاع اللبناني هي من تنظيم الأهالي وتحديداً النساء اللاتي زُوّجن وهن طفلات إذ عملن سوية لإنماء رفض تزويج الطفلات والتصدي له ومنعه. في أهل نرافقهنّ ونمكنهنّ منذ عامين. وفي عامها الثاني، نجحت الحملة في ضم رجال إليها كقياديين ومناصرين لعضواتها اللواتي حققن هدفهن الرقمي بمنع عدد محدد من الزيجات. إنّ بناءها قيادة داخل المجتمع هو ما يميز حملة لا تكبرونا، وكذلك كونها أنشأت مجتمعاً رافضاً يكبر كل يوم في مجتمعٍ كان راضياً عن الوضع وصامتاً إزاءه. وقد أضاف تمكين “منظمة النساء الآن” من تميزها هذا كما وأعاد القوة للناس. هذا هو الواقع الذي نلمسه في لبنان رغماً عن الظروف السياسية والاقتصادية القاهرة.
    • استطاع تنظيم ابني في الأردن وحملة بكرة أحلى في غزة والتي يقودهما أشخاص من ذوي الإعاقة وأهاليهم تحقيق نجاحات مهمة، فنراهم ينشطون، ويطالبون ويستمرون في مسعاهم عل الرغم من التضييقات التي تُمارس على الفضاء العام والتجمع في أغلب الدول العربية. جمعت حملة ابني بمثابرتها وإصرار أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة 12 ألف توقيع يطالب وزارة الصحة الأردنية بتأمين الخدمات التأهيلية في المراكز الصحية، وبعد المحاولة مع أول وزير للصحة وثاني وزير لها كذلك، تمكنت من الحصول على التزام بتنفيذ المطالب ويراقب أفرادها هذه العملية كذلك. أما حملة بكرة أحلى، فتمكنت من زيادة عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في المجالس والهيئات العمومية التابعة لجمعيات ومؤسسات في قطاع غزة، كما يسعى أعضاؤها إلى دعم انتخاب هؤلاء الأشخاص أو ترقيهم إلى عضوية مجالس الإدارة. في أهل، رافقنا حملة ابني ومكنّا حملة بكرة أحلى وبدأنا بالعمل مع مجموعة من الأمهات من مخيم جرش في الأردن اللواتي نظّمن، ولأول مرة، أنفسهن في عمل عام كما يطالبن أيضاً بتوفير تأمين صحي لأبنائهن من ذوي الإعاقة ممن يفتقرون إليه لكونهم من لاجئي قطاع غزة. لم تنجح الحملة في تحصيل مطلب التأمين الصحي بعد، إلا أنها رغماً عن أصوات كورال اليأس الذي ما زال يردد أن “لا فائدة” من ذلك، قد وُفقّت إلى تجميع أصوات باقي الأهالي في مخيم جرش وتقديمها إلى رئاسة الوزراء في نهاية العام.
    • من جهة أخرى، طالبت حملة عائلات من أجل الحرية، وما زالت، بمعرفة مصير السوريين المختفين قسراً دون كلل. وفي عامها السادس، مكّنّا مؤتمرها الذي جمع كل الأعضاء فيها بهدف توسع فرقها القيادية المنتشرة في أكثر من دولة وثباتها. كالعديد من الحملات السياسية في المنطقة، يكون نجاح هذه الحملة في الحفاظ على تنظيمها وقيادتها التشاركية التوسعية في واقع صعب يراهن على انسحابها إلى أن تظهر فرصة سياسية تتيح لها جاهزية التحرك ورفع الصوت ليكون أفرادها عنواناً لقضيتهم وحقهم وأهلاً لها.

هذه أمثلة على حملات أهلية مجتمعية سياسية واجتماعية عبرت طريقنا. وهنالك أمثلة أخرى على طلاب وطالبات متميزين في القيادة سمحوا لنا بأن نكون جزءاً من قصتهم عند انخراطهم في برامجنا التعلمية، كالقياديين ضد الاعتقال الإداري في اليمن، وقياديات حقوقهن العمالية في الأردن ومصر، وقياديين وقياديات ضد العنف الموجه للمجموعات المختلفة في تونس والمغرب. أما مساق القيادة والتنظيم “أون لاين”، فقد جمع في عامه الثالث 81 قيادياً وقيادية من الوطن العربي، وإلى ذلك، عرّفنا مساق النسوية والتنظيم المجتمعي على 25 امرأة لا يتعدى عمرهن 35 عاماً من المؤمنات بأن نضالهن لا يقاوم اضطهاد المرأة وحسب بل يناضل ضد النظام البطريركي والرأسمالي، وأي تسلط قد يُمارس على أي إنسان.

قد يقول البعض بأن هذه التنظيمات، والحملات، والقياديين والقياديات ما هي إلا عبارة عن نُجوم صغيرة لا يجمعها رابط تسبح في فضاء معتم. إلى حد ما، فإن هذا صحيح، ولذا ركزنا في عامنا الماضي على وصلهم ببعض، وتعزيز صمودهم، ومساندتهم بعضهم بعضاً وتألقهم سوية. من هنا، أتت شبكة أثر للتنظيم المجتمعي في العالم العربي، وهي التي تضم ما يقارب المئة قيادي وقيادية. في عامها الثاني، ستركز الشبكة على استمرار التعلّم، والتضامن، وحماية هذا الواقع والأمل في المستقبل.

نتمنى منكم الاطلاع على تقريرنا السنوي لعام 2021 والتواصل معنا.

كانت السنة الماضية مميزة لسببين آخرين إذ:

    • صادف العام 2021 مرور عشرة أعوام على تأسيس أهل. واحتراماً منا للجهد والتضحية والتحديات والنجاحات التي مررنا بها، وتثميناً لأنفسنا والحملات والقياديين والقياديات الذين عملنا معهم، نظّمنا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ثلاث فعاليات بعنوان “الذكرى العاشرة على أهل” لمشاركة التعلم والدروس والعبر. كان شهراً مليئاً بالتفكّر والغنى والحب، فشكراً لكل من دعمنا واحتفل معنا.
    • كما اتسم العام الماضي بالثبات والتطور بوتيرة تبعث الاطمئنان وتغذي الطموح، فزاد عدد طاقم أهل مع ثبات وجود أعضائه السابقين، كما دخلت مجموعة من المُمَكّنين/ات والمدربين/ات الجدد المستوى الثاني من ممارسة تمكين الحملات، وتعليم القيادة والتنظيم المجتمعي. إنّ هؤلاء الأفراد هم سر توسعنا، وبرفقتهم تزيد قدرتنا على تدريب المزيد من الحملات، والحراكات ومبادرات التغيير في السنوات القادمة ومرافقتها في عملها أيضًا.

كنا في السابق نرفض ترويج عملنا ونجاحاتنا لنترك مساحة للحملات والقياديين الذين نرافقهم لرواية قصص نجاحهم التي كان لنا فخر المساهمة فيها. ولكن، من منطلق المسؤولية تجاه أولئك الذين يسعون إلى التغيير، ثم يتعثرون دون أن يعرفوا ما هو التنظيم المجتمعي، ومن نحن، وبإمكانية مرافقتنا لهم في رحلتهم. لهذا، غيرّنا أسلوبنا، واستثمرنا في علاقتنا مع الإعلام، وتطوير صفحتنا الإلكترونية ومنصات الإعلام الاجتماعي الخاصة بأهل. كما أنتجنا مرئيات وأفلاماً تلخّص تنظيم الحملات والحراكات وقيادتها، ورتبنا مكتبتنا الإلكترونية. حرصنا كذلك على رواية قصص حملات مجتمعية سياسية واجتماعية من الوطن العربي امتازت بنجاحها في مساعيها وأثرها المجتمعي وذلك ضمن بودكاست أثر.

أخيراً، نحن على استعداد لتعريف كل من يطرق بابنا على نهج التنظيم المجتمعي، والطريقة التي يساعدكم بها كأفراد، ومؤسسات، ونقابات وتنظيمات في إعادة القوة والقيادة اللازمة للمطالبة والتغيير إلى الناس. الرجاء التواصل معنا على info@ahel.org.

أطيب الأمنيات منا بعام جديد يحمل الصحة والعافية والحق لكم ولأحبائكم،

نسرين الحاج أحمد وفريق أهل

حمل التقرير من هنا

[wonderplugin_pdf src=”https://ahel.org/wp-content/uploads/2022/11/Arabic-Report-Ahel2021-web.pdf” width=”100%” height=”820px” style=”border:0;”]