Slide

القياديّات والقياديين، المناضلات والمناضلين، أصدقاء وشركاء أهل،

سلامٌ على كل الألم والحزن المدفون فينا بعد إبادة شرسة، وسلامٌ على الثبات الراسخ للحق في قلوبنا. سلامٌ يحمل الأمل بالفرج بعد الضيق، سلامٌ يعانق الصمود والاستمرارية، والإيمان العميق بقوّة الناس.

عام 2024 كان استثنائيًا بتناقضاته. عشنا فيه جراحًا عميقة وأملًا متجددًا. إبادة غزّة قتلت شيئًا فينا، لكنّها أيضًا أيقظت فينا العناد على الحق وأكّدت حاجتنا الملحّة لتفعيل قيادة مجتمعاتنا الجماعيَة التشاركية.
في غزّة، استمرت آلة الحرب الصهيونية في القتل والتدمير، ومع دخول الهدنة حيّز التنفيذ، استشرس العدوان على الضفة. في المقابل، شهدنا فرحة العدالة بسقوط نظام الأسد المُستبد، وعودة اللاجئين، وتحرير المعتقلين. ومع ذلك، بقيت غصّتنا على المفقودين ومن مازالو معتقلين  وعلى من غادرونا قبل أن يشهدوا هذه اللحظات.

علمتنا غزّة، ولبنان، وسوريا أنّ لكلَ طغيان نهاية مهما طال. والسؤال: ما دورنا الآن في إعدادنا لقوّة نستند إليها في معاركنا المستمرة نحو التحرير؟

تعلَمنا خلال هذا العام أنّ السعي للتغيير ضد الظلم هو قيمة نضالية قائمة بحد ذاتها، حتى لو لم يتحقق التغيير أمام أعيننا. إنَ قيمة هذا السعي لا تنبع فقط من الأمل بحدوثه، بل من الإيمان الراسخ بأحقيته.

رأينا خلال العام الماضي دلائل عظيمة على القوّة والإصرار في شعوبنا في فلسطين  ولبنان وسوريا،  شهدنا مبادرات تطوعيّة أهلية جماعيّة لسد احتياجات الناس الأساسية، وشهدنا حملات مُقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة للاحتلال الصهيوني ناجحة، وشهدنا حملات ومشاريع تغيير منظمَة من مختلف الدول في المنطقة العربيّة في قضايا ومجالات عديدة منها الصحة والتعليم والعمل وهذه النجاحات ليست مجرد مصادر فخر، بل هي دعوة لنا كمؤسسات مجتمعيَة لتثميرها نحو تنظيم شعبي طويل الأمد.

في مؤسسة أهل، كان لنا شرف أن نكون جزءًا من هذه اللحظات. بفضل فريق متفانٍ ومبدع، وبفضل الثقة التي منحتنا إيّاها المجتمعات، تمكنّا من دعم حملات تنظيمية ناجحة، ورأينا مؤسسات مجتمعية تتبنى نهج التنظيم المجتمعي أو بعض ممارساته. هذا العام، اختار فريق أهل أن يشارككم إضاءات محورية من عملنا، لحظات أمدتنا بالرضى وأكدَت لنا أهمية رسالتنا.

نحن مٌمتنون لكل من دعمنا خلال العام الماضي. لمجلسنا الاستشاري الذي كان ركنًا أساسيًا في مرحلة انتقال الإدارة، وللمدربين والميسرين والمستشارين الذين ساهموا في تقديم خدمات تدريبية بجودة وعمق لا يضاهيان.

في هذه اللحظة التاريخيَة، نقف أمام مسؤوليَة مصيريَة كمؤسسات مجتمع مدني. كيف نعيد صياغة أدوارنا بما يُعزز قوّة شعوبنا؟ وكيف نبني قدرات جماعية حقيقية في أحيائنا، مدارسنا، وجامعاتنا، لتثمر بُنى تنظيمية قادرة على مقاومة الطغيان وتحقيق التغيير؟

عام 2025 سيكون عام العمل المشترك. نتطلع للعمل مع القياديين والقياديات الساعيين والساعيات للتغيير، ومع المؤسسات المجتمعية التي تشاركنا الإيمان بقوة الناس. معًا، سنواصل رفض الهزيمة ورسم مسارات جديدة نحو العدالة والحرية لشعوبنا.

ريم منّاع
المديرة التنفيذيّة – مؤسسة أهل

عمّان – كانون الثاني، 2024

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/letterReem_0004_Layer-2.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/ourworkinternal-2.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/Letter_0004.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/letterReem_0000_Layer-6.jpg