Slide

إضاءة بقلم نور الديسي، ممكنة حملات

شهدت حملة “مش شاري”، التي أطلقتها حركة “الأردن تقاطع” ضمن جهودها لمقاطعة سلسلة متاجر كارفور في الأردن، نجاحًا لافتًا يُبرز قوة التنظيم الشعبي. جاءت الحملة ردًا على تواطؤ شبكة كارفور مع الاحتلال الإسرائيلي. ونجحت الحملة في تحقيق هدفها عندما أعلنت مجموعة “ماجد الفطيم”، الوكيل الحصري لكارفور في الأردن، إغلاق جميع فروع كارفور في المملكة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

تميّزت الحملة بأساليب تنظيمية مبتكرة تجاوزت التوعية الإعلامية التقليدية؛ إذ عملت فرقٌ محلية على حشد الدعم داخل الأحياء، ووُزّعت في المحافظات تعهّدات شعبية بعدم الشراء من كارفور. كما ترافقت هذه الخطوات بأشكالٍ إبداعية للتعبير عن الرفض، مثل تنظيم ماراثونات رمزية، إلى جانب توقّف تجار محليين عن توريد منتجاتهم إلى فروع كارفور تضامنًا مع الحملة. كل هذه الجهود الجماعية والتنظيم المحكم أدت إلى تحقيق هدف الحملة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به، ودليلًا على فاعلية العمل الشعبي وقوته.

في ظل قوة حراك المقاطعة في السياق الحالي، الذي يمتاز بتشعبه بين المقاطعة العضوية والاستجابة العفوية لغضب الشعب، أدت مؤسسة “أهل” دورًا تمكينيًا مع “الأردن تقاطع” ساهم في تعميق عمل الحملة بشكل استراتيجي، من خلال تمكين استراتيجية الحملة و تمكين الفرق المحلية لتصميم تكتيكات فعّالة وقابلة لقياس النتائج ورصدها.

“كانت حملة مش شاري تجربة ملهمة ومهمة للغاية، لأنها جسّدت تكاتف الشعب الأردني وعملهم معًا كجسد واحد، بتنظيم قلّما نشهده في الفترة الأخيرة. هذا النجاح يؤكد أن التنظيم المجتمعي هو سلاح قوي يمكن توجيهه ضد المحتل لتحقيق الإنجازات والانتصارات. من أبرز التكتيكات التي ساهمت في نجاح الحملة كانت الفرق المحلية، حيث عمل كل حي معًا بشكل منسق ليتمكن من تصدّر قائمة الأحياء الأكثر التزامًا بالمقاطعة.”

وجد الشمايلة ، قيادية في حركة الأردن تقاطع

لم يقتصر تأثير حملة “مش شاري” على الأردن فحسب؛ فقد شكلت تجربة النجاح “عدوى” إيجابية امتدت إلى بلدان أخرى. فشهدت سلطنة عُمان حملة مشابهة أطلقتها مجموعات مقاطعة محلية، فيما تجدد الحراك ضدّ كارفور في دول مثل المغرب، حيث دعت مجموعات شعبية إلى تكثيف الجهود لمقاطعة الشبكة بسبب استمرارها في دعم الاحتلال الإسرائيلي. هذه العدوى تؤكد أن النجاحات التنظيمية بفضل قوة الناس تلهم وتدفع المجتمعات الأخرى للتحرك، ما يُعزز الزخم الإقليمي والعالمي لحملات المقاطعة.شهدت حملة “مش شاري”، التي أطلقتها حركة “الأردن تقاطع” ضمن جهودها لمقاطعة سلسلة متاجر كارفور في الأردن، نجاحًا لافتًا يُبرز قوة التنظيم الشعبي. جاءت الحملة ردًا على تواطؤ شبكة كارفور مع الاحتلال الإسرائيلي. ونجحت الحملة في تحقيق هدفها عندما أعلنت مجموعة “ماجد الفطيم”، الوكيل الحصري لكارفور في الأردن، إغلاق جميع فروع كارفور في المملكة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

رغم سرديات التشكيك التي واجهتها الحملة منذ انطلاقتها وحتى بعد تحقيقها النجاح، أظهرت “مش شاري” أن التغيير يبدأ بخطوات صغيرة منظمة يقودها أهل القضية. فنجاح “مش شاري” لا يقتصر على تحقيق مطلب محدد، بل يتجلّى أيضًا في إعادة بناء الثقة بقدرة الناس على التغيير عبر التنظيم والعمل المشترك. ورغم استمرار التحديات، فإن التجربة تُعدّ خطوة ملهمة في مسار طويل للنضال الجماعي، تذكّرنا بأن التغيير الحقيقي لا يحدث دفعة واحدة، بل هو ثمرة تراكم مستمر من العمل الجماعي، والإبداع، والإصرار.

 

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/مش-شاري-اضاءة_0001_Layer-1.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/مش-شاري-اضاءة_0000_Layer-2.jpg