Slide

إضاءة بقلم سارة العوطة، مديرة البرامج في شبكة أثر

في أثر، التضامن ليس مجرد لفتة رمزية، بل شريان حياة يربط أعضائنا بالدعم المتبادل، التعاطف، والصمود. نراه نهجًا متعدد الجوانب لدعم بعضنا، سواء كان اجتماعيًا، اقتصاديًا، تقنيًا أو عاطفيًا.

هذا العام، عكست شبكتنا هذه القيم بأعمال عززت صمودنا الجماعي وزادت من قدرة أعضائنا على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.

كيف تجسّد التضامن داخل أثر في عام 2024؟

التضامن العاطفي والاجتماعي
في الأزمات، تكون استجابتنا الأولى إنسانية. نجتمع لتقديم الدعم العاطفي والمعنوي لمن هم في حاجة، ليس فقط عبر مشاركة الموارد، بل بالوجود الحقيقي، الاستماع، وتعزيز الانتماء. تضامننا يقوي الأفراد والمجتمعات، مما يمكنهم/ن من مواصلة نضالهم/ن وهم/ن على يقين أنهم/ن ليسوا وحدهم/ن.

في لبنان و خلال تصاعد الحرب. استضاف فريق أثر لبنان مساحات آمنة، افتراضية وحضورية، لأعضاء الشبكة لتبادل تجاربهم/ن ومشاعرهم/ن. شكلت هذه اللقاءات طوق نجاة لمن يواجهون/يواجهن خسائر شخصية وصعوبات مجتمعية من الأعضاء، مقدمةً لهم/ن السلوى ومسارات عملية للمضي قدمًا.

أيضاً أثناء الحرب سارع فريق أثر لبنان للتفكير بدورهم في سد ئ فجوات في المساعدات الإنسانية، خاصة للعائلات خارج الملاجئ الرسمية. ومن خلال الجهود المنسقة، قدموا/قدمن إمدادات أساسية، نظموا/نظمن وسائل نقل، وقدموا/قدمن دعمًا نفسيًا واجتماعيًا للأطفال. أفعالهم/ن كانت دليلًا على التزام الشبكة بكونها أكثر من مجرد مشاهدين/ات، بل وكلاء/وكيلات تغيير نشطين/ات.

وفي فلسطين أطلق فريق أثر فلسطين هذا العام مبادرة دعم طارئة غير مسبوقة لغزة. اجتمع الأعضاء من خارج المنطقة المحاصرة لجمع الموارد وتقديم المساعدات المالية لأعضاء الشبكة وعائلاتهم/ن في غزة. لم تخفف هذه المبادرة فقط من حدة الصعوبات الفورية، لكنها عززت أيضًا الروابط بين الأعضاء عبر الحدود، مؤكدة على قوة الوحدة في مواجهة التحديات الهائلة.

نحن نبحث دائمًا عن طرق لدعم ورفع بعضنا البعض، من إرسال رسائل تشجيع إلى تنظيم حملات جمع تبرعات على نطاق واسع.

التضامن كتحرك واستجابة
عندما يدعو عضو/ة أو مجتمع أو قضية للتحرك، نتكاتف معًا لتعزيز أصواتهم/ن ودفع عجلة التغيير. ترتكز أفعالنا على فهم معمق ومشاورات دقيقة مع أهل القضية، لضمان توافق استجابتنا مع احتياجاتهم/ن.
هذا العام، قادت شبكة أثر عدة دعوات تحرك ذات تأثير عالٍ:

  • حملة للأسرى الفلسطينيين: نظمنا جلسة لنقل المعرفة، استضفنا فيها المحامي الفلسطيني خالد محاجنة، الذي سلط الضوء على الظروف القاسية داخل السجون الإسرائيلية السرية. أثارت الجلسة دعوة للتحرك، حيث شارك الأعضاء في حملات إعلامية وتوعية منسقة.
  • #SesYok لدعم اللاجئين السوريين في تركيا: استجابة لتزايد جرائم الكراهية والترحيل القسري، حشدت شبكة أثر أعضائها للمشاركة في احتجاجات وحملات إعلامية. من خلال توعية الجمهور وتوضيح محنة اللاجئين، توحدنا لمواجهة العنصرية والدفاع عن حقوقهم/ن.

التضامن المعرفي والمهاراتي
تتطلب الأزمات غالبًا خبرة تقنية. سواء كان ذلك في الإرشاد القانوني، التخطيط الاستراتيجي، أو تصميم الحملات، تقدم أثر لأعضائها/أعضائهن الأدوات اللازمة لمواجهة التحديات الناشئة بفعالية.

كانت ورشة العمل حول قوانين الانتخابات وبناء التحالفات مثالًا بارزًا لهذا العام. بقيادة الخبيرتين هالة عاهد ونسرين حاج أحمد، حصل أعضاء أثر في الأردن على رؤى عملية حول قانون الانتخابات الجديد. عززت هذه الجلسة القادة/القائدات المحليين/ات لاستراتيجية بناء تحالفات قادرة على التفاوض لتحقيق التغيير التحويلي.

في جوهر جهودنا التضامنية يكمن مبدأ الصمود. من خلال بناء شبكة يشعر فيها الأعضاء بالدعم، نصنع شبكة أمان تضمن استمرارية نضالهم/ن. أثر ليست مجرد شبكة؛ إنها درع واقٍ يمكّن القادة/القائدات من التعلم، التكيف، والمثابرة.هذا الصمود لا يقتصر على العمل الميداني؛ بل يمتد إلى القوة العاطفية. يحول أعضاء أثر التحديات إلى فرص، مستفيدين/ات من التجارب كمحرك لتجديد النشاط والدفاع عن القضايا.

هذه هي أثر. هذا نحن. معًا، دائمًا.

https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/التضامن_0001_Layer-2.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/التضامن_0000_Layer-3.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/Athar-Jordan.jpg
https://ahel.org/wp-content/uploads/2025/01/Athartunis.jpg