مَن أنا وحدي

الخَيّارُ.. لكْ ، قصة مصطفى دنو \ حملة ابني

   قبلَ 7 أعوام، رُزقَ الشابُ مصطفى دنو (34 عاما)، بطفلٍ أسماه عبد الوهاب، ليكونَ أول فرحةٍ حقيقية للعائلة، وسبباً في سعادة أفرادها. يتذكر مصطفى جيداً لحظاتِ طفولةِ عبد الوهاب، وكيفَ كبرَ أمامه وتطور بشكلٍ طبيعي، كانت ضحكاته تَصدحُ في أرجاء المنزل، كما يتذكر لحظات البهجةِ التي غمرته عندما ناداه “بابا” للمرةِ الأولى، فهذه فرحةٌ لا يمكن وصفها بالكلمات.

بَلَغَ عبد الوهاب عامينِ منَ العمر، لكنه بدأ يفقدُ مهاراتهِ وتواصله، ولمْ يَعدْ قادراً على الكلام، وكما يقول مصطفى أنه كان يقضي ليالٍ طوالٍ يبكي، دون أن يستطيع التعبيرَ عما يشعر به من ألم، في وقتٍ لم تكن العائلةُ تعرفُ سبب البكاء، ووقفت عاجزةً عن مساعدته، لتبدأ رِحلتها الشاقةَ إلى عياداتِ الأطباء والمختصين.

 كان عُمْرُ عبد الوهاب 3 سنوات، عندما أخبرَ أحدُ الأطباءِ مصطفى أنه يعاني من اضطرابِ طيفِ التوحد، كانت هذه الصدمةُ القاسيةُ والموجعة، لم يصدق في البداية ما قيل، اعتقد أنَ التشخيص خاطئ، “أحياناً يصعبُ علينا أن نتحدث عن وجعنا وألمنا وهذا ما حصل عندما عَلمنا عن حالة عبد الوهاب، فَخيرنّي الطبيب بين أن أتقبلَ المشكلةَ و أهتم بطفلي، وبين إهمالهِ وتركهِ دون تأهيل، اتخذتُ قراري وبدأتُ على الفور البحثَ عن مراكز تأهيلية، والَحقتُهُ في مركزٍ للتربية الخاصة” قال مصطفى.

رُغمَ ما حلَ بمصطفى من صدمةٍ وألم، إلا أنه قرر الاهتمام بطفله، وفي أحد الأيام كان يلاطفه في السهرة، ويحاول التحدث إليه ليعيد الكلام خلفهُ لكن محاولاته بائت بالفشل، ثم فكر في إحضار ملصقات “ستيكرز” و ألصقها على وجههِ في محاولةٍ للفت انتباهه، وصار يقفزُ أمامه ويفتعل ضحكاتٍ بصوتٍ مرتفع لتكون الصاعقة!! ، في تلك اللحظاتِ انتبه عبد الوهاب له، ونظر في عينيه وبدأ موجةٌ من الضحك، تغير العالمُ من حول مصطفى، وخرج من حالة اليأس والحزن التي كان يعيشها، وبَدت له الحياةُ  أجملَ وأبهى، يقول: “لم أكن أتخيلُ أن ضحكةً واحدةً من طفلي ستقلب كياني رأساً على عقب، وبدأت أفكر في عمل شيء ما، وأول ما خطر في بالي هو ترك عملي والتفرغ للدراسة عن التَوحدْ وتحليل السلوك وهذا ما حصل، درستُ وتعلمتُ وكلُ يوم يمر، وكل تجربةٍ أخوضها، وكل لعبةٍ معَ عبد الوهاب تَفْرِقُ في حياته وتؤثر في سلوكه، حتى وصلتُ بهمةٍ وعزيمةٍ إلى اليوم الذي أَصبَحَ فيه طفلي يتكلم كل شيء”.

يضحكُ مصطفى قائلاً  “اليومَ أصبحتُ أعاني من الصداع من كتر ما عبود بحكي”، ثم يضيف أنَّ عبد الوهاب الآنَ في المدرسة معَ أصدقائهِ يلعبونَ ويتعلمونَ كل شيء، ومنذ مدةٍ أرسلت لي معلمتهُ صورةً لهُ وهو يمسكُ ورقةً كتبها بنفسه، ومبتسمٌ وفخورٌ بما أنجز، لا يمكن وصف هذه اللحظةِ ولا مدى فرحتي بذلك.

في أحد الأيامِ ذهبَ مصطفى لإحضارِ طفله من المركز، وبينما هو في غرفة الاستقبال، حضرت امرأةٌ ومعها طفلها، فاعتذرت الموظفةُ لها عن استقبالهِ واخبرتها “لا نستطيع القبولَ به، لأنكم لم تسددوا الأقساط المتراكمةَ عليكم منذ شهرين”، في هذه الأثناء شعرَ مصطفى بالغصةِ والقهر، كَوْنَه يَعلمُ أنَّ الجلساتِ التأهيلية مكلفة ماديّاً، إحساسُهُ بالظلم في تلك اللحظة  جعله في قمة الغضب.عاد مصطفى إلى المنزل وكلام الموظفة يَضُجُ في رَأسه، ليقرر حينها البدءَ بتنظيم دوراتٍ تدريبيةٍ مجانية، بالتعاون مع مختصين بشكل تطوعي، تقدم للأهالي مجاناً، حتى يستطيعوا تطوير أنفسهم وقدراتهم مع أبنائهم، لكن لم يكن أحد يلمسُ أثر ما يقوم به سوى الأهالي المستفيدينَ من التدريبات.

    أضافَ مصطفى “في شَهر أكتوبر 2019 بدأنا بالتفكير كفريقٍ مكونٍ من ثلاثة أشخاص، كيفَ يُمكنُ أن نُنَظِمَ أنفسنا ومواردنا لتحسين حياة أبنائنا والمطالبة بحقوقهم، ورغم الطاقة والتصميم والخبرة على الأرض التي نمتلكها، وتفكيرنا الدائم أننا نريد عملَ شيء ما للمطالبة بحقوقِ الأشخاص ذوي الإعاقة، لم يكن لدينا مسار واضح، تارةً نفكر ببناء مؤسسة، ومرةً اخرى نقول سنقوم بحملةٍ إلكترونيةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت مخاوفنا من الفشل أكبر نتيجةَ ما مررنا به من تجاربَ سابقةٍ لم تنجح بالاستمرارية على مدىً طويل، لعدة أسباب منها عدم إدراكنا لأهمية بناء قوة الناس وغياب القيادة التشاركية وتحديد المسؤولياتِ والأعراف، لكنَّ هذه المخاوف بدأت تتبدد عندما اجتمعنا مع نسرين الحاج أحمد من مؤسسة أهل للتنظيمِ المجتمعى،لنتحدثَ معها حول ما نقوم به على الأرضِ في حراكنا، لتقولَ لنا بعد حوارٍ دامَ لساعةٍ كاملة من الزمن أنَّ العمل الذي تقومونَ به هو تحريكٌ وليس تنظيم،  وتشرحَ لنا بصورةٍ عامةٍ ماهو الفرق بينها ، لازلت حتى اليوم احتفظُ بمجموعة أوراقَ بيضاءَ تملؤها الدوائر والخطوط وكلمات مخطوطة بقلم نسرين كنت قد طلبت منها الاحتفاظ بها، لا اعلم لماذا ولكنني اتفقدها قبل اجتماعاتنا كفريقٍ حتى اليوم ولازلت اعتبر هذا اللقاء نقطةَ تبصرٌ في طريقة عملنا، وكنت قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط من هذا الاجتماع قد رأيتُ على صفحة أهل على الفيس بوك إعلاناً حول “مساق التنظيم وقيادة العمل الجماعي للتغيير 2020” وقمت بتعبئة طلب الالتحاق، لأتابعَ شغفي بتعلم ممارساتٍ وأدواتٍ نستطيع وفريقَ الحملة استثمارها لعملٍ مستدامٍ على الأرض يضمنُ بالاساسْ استمراريةَ قضيتنا وتحقيق ما نسعى اليه.

    تمَ قبولُ مصطفى في المساق، وعلى مدارِ رحلةٍ تعلميةٍ استمرت 4 شهور (من فبراير وحتى يونيو) من عام 2020، عرفَ الفرقَ بين التنظيم والتحريك وكان هذا من أولِ المعلوماتِ التي سعى للتعمق فيها، وأدرك أنَّ كل ما كانوا يقومون به في تجاربهم السابقةِ من قبلُ هو تحريكٌ للناسِ تجاهَ قضايا عينيةٍ محددةٍ تفسر عدم استمراريتهم في العمل ، عرف ماذا تعني بناءُ قوة الناس، وأثره المستدامِ على أهل القضية، وفعالية نهج التنظيم المجتمعي من نماذجَ حملات سابقة، إما درسها أو تعرف عليها من تجارب زملائه في المساق.

يقول مصطفى أنَّه أثناءَ دراسته للتنظيم المجتمعي، شد انتباهه فكرةُ بناء قوة الناس، ورأى فيها فعلياً الفرقَ بين ما يمكنهُ تحقيقه، وماذا يمكن أن يحققوا معا، وكيف يمكنُ تنظيم موارد جماعةٍ من الناس لتكونَ لهم القوة والتأثير بأثرٍ مستدام، ويذكر مصطفى أنهم في احدى المرات وعندما قامت احدى القنوات التلفزيونية العربية بعرض مشهدٍ تمثيليٍ يهينُ الأشخاصَ ذوي الإعاقة  لتحقيق هدفٍ سياسي، فقامت مجموعةٌ من الناشطينَ ومن بينهم أشخاصٌ في الحملة بالتواصل معاً على وسائل التواصل الاجتماعي ، وقرروا عمل عريضةٍ الكترونية، بدأوا بجمع التواقيعِ عليها إضافةً إلى حملةٍ الكترونية ضد هذا المشهد، مما أثار جدلا حول سياسات القناة ودفعها لتقديم توضيحٍ واعتذار حول هذا الفعل، ويضيف مصطفى إلى أنهم عندما وصلوا لهدفهم بدفع القناة التلفزيونية للاعتذار قاموا بإغلاق العريضة والاحتفال بالإنجاز الذي وصلوا له، ولكن لم يستمر العمل بينهم فيما بعد، ويصف مصطفى  هذه التحركات بأنها ” مثل فورة دلةِ قهوةٍ وليس أكثر”. ومثل هذه التحركات وغيرها هي التي دفعت أعضاء الفريق لمعرفة كيف يمكن توحيدُ قلوبهم وفكرهم وتصرفهم المحفز، ليكونوا مصدراً للسلطة الرقابية الشعبية التي تكون حائطَ الصد لأي انتهاك، ونقلِ القلق والمسؤولية من قلوب الناس، إلى قلوب المسؤولين لتحقيق العدالة، وليس فقط  تقديم الدعمِ والاسنادِ لأهالي الأطفال ذوي الإعاقة، وتحسين الوضع الموجود بدلَ إيجاد حلولَ جذريةٍ ومستمرة.

    قبل انطلاق المساق بأسابيع قليلة ، بدأت المجموعةُ العملَ على قضيتهم بالفعل، وهم مجموعةٌ من أهالي الأطفالِ ذوي الإعاقة، وناشطين، يجمعهم إيمانهم بحقوق أولادهم، ووعيهم بقدراتهم وحقوقهم. أسسوا حملةً اسموها “ابني”، هَدَفُها تفعيلُ قانون حقوق الأشخاصِ ذوي الإعاقة رقم 20 لعام 2017 في مادتيه (23 و 24) اللتين تَضْمَنان وصولَ الأشخاصِ ذوي الإعاقةِ إلى جميع الخدماتِ الطبية، والعلاجية، والتأهيلية مجانًا ، بما في ذلك العملياتِ الجراحية، الأدوية، المطاعيم، الأدواتِ و المعيناتِ المساعدة، جلسات ِالتأهيل (العلاج الطبيعي،الوظيفي،السلوكي، النفسي، جلسات النطق)، و مراقبةِ جودةِ الخدمات المقدَّمة لهم بما يتوافق مع القانون الأردني و الاتفاقيات و المعاهدات الدوليةٍ التي صادقَ عليها الأردن. يسعونَ سوياً لبناءِ مجتمعٍ يكفل للأشخاصِ ذوي الإعاقةِ حقهم في الصحة على أساسٍ من العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص، ضمن بيئةٍ صحيةٍ شاملة ذاتِ جودةٍ تبني قدراتَهم و مهاراتِهم التي تنعكسُ على استقلاليَتِهم و وصولِهم إلى حقوقِهم التي نصَّ عليها القانون و دمجِهم في المجتمع.

    اتَبَعت المجموعةُ المكونةَ من 9 أشخاصٍ نهجَ التنظيمِ المجتمعي، فمن خلالِ ما تَعَلَمَهُ مصطفى ونَقَلَهُ لقيادة الحملة بدأوا بعقد لقاءات واحد لواحد، وهى ممارسةٌ تَعلمَها في المساق، واستطاعوا حَشدَ 35 عائلةٍ من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة الذين كانوا متحمسينَ جداً، وتمكنوا كفريقٍ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، من بناء 3 فرقٍ رئيسية وهي الفريقُ المركزي وفريقُ قاعدة البيانات وفريقُ الأهالي المكون من 5 محافظات على مستوى المملكة، تجتمعُ هذه الفرقُ بشكل دوري، ثم بدأت المجموعات تتحدثُ مع محيطها وأهلها وأقاربها حول حملتهم لحشد أعضاءَ جدد في 3 فرق جديدة. بعد أن قاموا سوياً بصياغة هدفٍ الحملة ورؤيتها ووضع استراتيجية عملها.  ليتمكنوا من إطلاق حملتهم في شهر نوفمبر مِنَ العام 2020.

  لِكُلِ فردٍ من أفراد الحملة قصته و دافِعَه الشخصيُ للعمل، منهم إسراء، التي اكتشفت إصابة ابنها إسلام ذو العشر سنوات بورم دماغي، على أثره فَقَدَ بصره، لكنها برغم الصدمة التي عاشتها، لم تسمح لنفسها بالانهيار وكانت مصدر قوةٍ ودعم له، وعندما استمعت للأَهالي وعاشت ما وجدوه من تحدياتٍ في رحلتهم مع أبنائهم أسست جمعية أمهات النور لدعم وتأهيل أسر المكفوفين، في أحد الأيام قال لها ابنها إسلام “ماما.. أنا أشعر أنه ربنا أصابني بهذا المرض حتى أكون سبباً في إسعاد غيري”.

ومنهم أيضاً رامي الذي توقفت جميعُ أعضاء جسده خلال ساعاتٍ قليلة، نتيجة التهابٍ في النخاع الشوكي دون أعراضٍ مسبقة، وحارب خلال فترة علاجه، حتى استطاعَ بعدها المشي على قدميه والتنقل بحرية، وعاد لعمله الصفي والنضال لصالح قضية الأشخاصِ ذوي الإعاقة، وطرحها إعلاميا بشكلٍ حقوقي.

“كلنا مررنا بلحظةِ صدمةِ التشخيص و استعمرَ الوجعُ قلوبنا

كلنا بلحظة واجهنا وحشَ الإعاقة واخترنا أن نقاومَ وننتصر

وكلنا قررنا أنْ نتحدَ و نبذلَ كل طاقتنا ونُنَظّمَ أنفسنا لإننا نرى الأمل بعيون اولادنا”

 رحلةُ حملة ابني  بدأت بالنضوج وتكبر يوماً بعد يوم ، ومازالت مؤسسة أهل تدعمُ تَعَلُمَ الفرق وتمكينها، فبعد انتهاء ورشة الاستراتيجية للفريق المركزي قالت إسراء أثناء تقييم الورشة ” حاسة مخي طلعله عضلات”. و بتقديرِ مصطفى الشخصي، فإنه يعتبر أنَّ أهم إنجازٍ قام به من خلال مشاركتِه في مساق التنظيم وقيادة العمل الجماعي للتغيير، ليس فقط تعزيزَ إيمانِه بضرورة قيادة أهل القضية لقضيتهم، وحشد فرق قيادية قوية. وإنما خلق ارتباطٍ بينها وبين الحملة من خلال بناء ومشاركة قصصهم العامة، وتعزيز الالتزامِ بينهم بممارسة اجتماعات واحد لواحد، واجتماعات دوريةٍ اسبوعيةٍ قاموا فيها بداية من بناء الفريق ووضع الأعراف وطريقة اتخاذ القرار وتوزيع المسؤوليات، وصولاً الى بناء استراتيجيةٍ لتنظيم الأدوارِ والعمل على الأرضِ لتحقيق هدفهم المشترك، وتوثيق رحلتهم وهيكلة بنية حملتهم.

يبذل فريق حملة ابني جهداً لتعزيز وثبيت القيادة التشاركية فبداية قاموا بتحديد والتوافق على أعرفهم  والتي يسمونها قوانين الحكم الذاتي حسب وصف مصطفى، ومنها عرفٌ يتعلق بآلية اتخاذ القرار وآلية التواصل والمساءلة، وكسر العرف ومن ثم قاموا بتوزيع الأدوار فيما بينهم، فمثلاً عند تحديد مهمة داخل الحملة يطلب من الفريق التطوع للقيام بها، في الغالب يقوم بالتطوع ثلاثة أو أربعة أشخاص، ولكن بالآخر يكون هناك شخصٌ مسؤولٌ بشكل مباشر على إتمام هذه المهمة حتى وإن كان يعملُ على إنجازها أكثر من شخص، وذلك لضمانِ إنجازِ المهمة وتعزيز فكرة المساءلة والأدوار داخل الفريق، ومن أهم الأعراف التي يعتز بها الفريق عرفٌ ينصُ على  تقبل المساءلة بكل صدر رحب في أي وقت وبدون أي تردد، ولا تكون المساءلة على الامور الخاطئة أو الإخفاقات بل بنفس الدرجة أيضا المساءلة على النجاح حتى تُعَزِزَ المجموعة فكرة التعلم فيما بينها.

 بعد تَخَرُجِه مِنَ المساق، أكمل مصطفى مع “أهل” مساق التمكين، ودفعه للإنضمام رغبتُه في تعزيز ايمانه بقدرة زملائه القادة في حملة ابني على إيجاد سبيل الحل للتحديات التي يمرون بها، إيمان فريق حملة ابني باستمرارية التعلم وتطوير فهمهم للممارسات نهج التنظيم المجتمعي دفعهم للإنضمام إلى ورشة القصة العامة والتسجيل للإنضمام إلى مساق التنظيم وقيادة العمل الجماعي للتغير 2021، ويستمر مصطفى في تعزيز مهاراته ومهارات فريقه من خلال انضمامه إلى تدريب إعداد مدربين للتنظيم المجتمعي مع 13 قيادي وقيادة من 4 دول عربية،  ونقل تعلمه لفريقه من خلال لقاءاتٍ دورية، يدعمون سوياً قضيتهم، ليستطيعوا بناء حملة قوية توصلهم لأهدافهم، ويحصل أولادهم على حقوقهم ليكونوا فاعلين بمجتمعهم.  وأطلقوا حملتهم بتاريخ 20 نوفمبر 2020، ولازالوا يستكملون  بناء فرقهم الجغرافية على الأرض. بإمكانك متابعتهم على صفحتهم على فيس بوك حملة ابني Ebni Campaign ،  حيث بدأوا بنشر قصصهم العامة والتي قاموا بتطويرها بمساعدة وتمكين مصطفى بما تعلمه عن الرواية العامة أثناء مشاركته في المساق.

كُلُ ما يحلمُ به مصطفى وأعضاءُ فريق حملة ابني هو العيشُ في مجتمعٍ عادل، يوفر لكل إنسان حقه في حياة كريمةٍ تسودها العدالةُ والمساواة ، وأنًّ يصلَ لليوم الذي لا يخافُ فيه على مصير  ومستقبل عبد الوهاب واقرانه من الأطفال المصابين بطيف التوحد وذوي الإعاقة.

انتهى

بقلم : سلوى حماد