استضافت مؤسسة أهل للتنظيم المجتمعي البروفيسور مارشال غانز وهو محاضر عريق في جامعة هارفرد لإلقاء محاضرة بعنوان قوة الناس في ظل ديمقراطيات متعثرة: القيادة والتنظيم والحركات الاجتماعية، يوم أمس الاثنين الموافق الساعة6:00 مساءً في فندق اللاندمارك في عمان.
ركّز مارشال غانز في محاضرته على النجاحات والتحديات التي تقف في وجه بناء قوة الناس الجماعية خاصةً وأننا نشهد موجات من التعثّر والتراجع للديمقراطية.
و افتتحت المحاضرة السيدة نسرين حاج أحمد مديرة مؤسسة أهل ،حيث وضحّت مجال العمل على نهج التنظيم المجتمعي في حملات التغيير في المنطقة من خلال مؤسسة أهل التي تعتمد في عملها وفي مرافقتها للحملات المجتمعيّة على النهج الذي وثقّه ويدرسّه البروفيسور مارشل غانز في هارفرد، لتبدأ بعد ذلك محاضرة البروفيسور غانز الذي تحدث فيها عن أساسيّات قيادة التغيير المتعلّقة بمفهوم القيادة وثقافة العمل الجماعي والايمان بالتغيير كرسالة نعمل لأجلها وتنتقل من جيل الى جيل رغما عن الصعوبات والاحباطات التي تحيط رحلة التغيير. وفي معنى القيادة قال البروفيسور غانز ” القيادة تتمثل في التعلّم المستمر والتجربة أكثر من المعرفة، وهي ليست موقف وصفة وإنمّا ممارسة”. وتمّ التركيز أيضا على الدور الجذري للقصص الشخصية للقيادين وكيف تتماشى جنبا لجنب مع العمل الاستراتيجي “القصص هي لغة القلب والشغف، وهي حصانة للقيادين في مواجهة عدم اليقين”، بالإضافة للتركيز على بناء العلاقات الالتزامية ودورها في الحراكات والحملات المجتمعيّة.
وقالت نجاح الناطور العضوة المؤسسة في فريق حملة قم مع المعلّم أنّ ” أهم تعلّم لي من هذه المحاضرة يتعلّق بالوعيّ بأن طريق التغيير على الجميع طريق صعبة، وأن ما نواجهه كمناضلات في مجال الحقوق العمالية للمعلمات بالقطاع الخاص يواجه المناضلون من خلفيات ومناطق مختلفة ويحتاج الصبر والجرأة والتواضع لبناء الذات والأمل بأن التغيير حاصل لامحالة”
تلا المحاضرة نقاشأ مفتوحاً وفقرة من الأسئلة والإجابات خلالها أجاب غانز على سؤال من أحد الحاضرين حول موضوع صعوبة احداث التغيير في الكثير من القضايا، حيث قال البروفيسور مارشل “كل مكان يقاوم التغيير حتّى يحدث” “ويحتاج المنظمّون مساحات جريئة للحديث والحوار وليس مجرد مساحات آمنة وذلك حتّى ننمو فعلا كمظميين ونتعلّم، وهذا بحاجة لعلاقات مبنية على المسؤولية والمساءلة”
أشارت المشاركة فاطمة الزبن – من حملة الأقصى كلّ السور أنّ” المحاضرة بالنسبة للحملة ملهمة جدا وخاصة ما ذكره غانز عن أهمية قياس الأثر، وعدّ النتائج لضمان استدامة العمل والبناء عليه”
رهف أبو ضحى من مؤسسة أهل تقول” كان عدد الحضور 360 شخص من المهتميّن والمهتمات والقيادين والقياديات لحملات مجتمعية في الأردن، بالإضافة لممثلين عن مؤسسات مجتمع مدني، وممثلين من قطاعات الصحّة والتعليم والسياحة وفي هذا تعبير رائع عن الاهتمام العالي لدى الناشطين والقائمين على القطاعات المختلفة في التعلّم.
من ناحيتها، أشارت سهر العالول – وهي من الأعضاء المؤسسين في صداقة بأن ” نهج التنظيم المجتمعي الذي درسناه مع الدكتور مارشال غانز، وبمرافقة مؤسسة أهل، ساعد بنشر وتعميم قضية الحضانات المؤسسية كقضية رأي عام وساعد على اخراج القانون الى حيّز النور مستوى القضية، وعلى مستوى التنظيم، ساعدنا نهج التنظيم على بناء الفرق والتوسع في فرق قيادية والتحرك فعال بشكل أوسع.”
من الجدير بالذكر أنّ مارشال غانز طوّر نهج وممارسات التنظيم المجتمعي من تجاربه وتجارب رفاقه الذين قادوا حركة الحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كينج في الولايات المتحدة، ومن حركة العمال المزارعين المهاجرين في كاليفورنيا، وحملات عمّاليّة ومجتمعية أخرى. كما كان له دوراً مهماً في تنظيم الجهد الميداني لحملة أوباما الرئاسية الأولى ومازال يدرّس هذا المساق التعلّمي في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية.
أمّا مؤسسة أهل فهي مؤسسة مجتمعية تقدم التمكين والمرافقة للمجموعات المجتمعية لتنظيم وبناء قوتهم وقيادتهم ومواردهم على شكل حملات لقيادة التغيير ولتحقيق العدالة والحرية. وتبني أهل رحلة المرافقة التي قدمتها ل 16 حملة مجتمعية على مدار الخمس سنوات السابقة من تدريبات ولقاءات تمكينيّة قائمة على اسس تنظيم المجتمع القيمي الذي طورّه البروفيسور مارشل جانز وتقوم مؤسسة بالبناء عليه وتطويره بما يتماشى مع واقع العمل المجتمعي في المنطقة العربية.
نشكر جزيل الشكر شركائنا في فندق اللاند مارك ونخص بالذكر ماري نزال بطاينة على كرمها ودعمها لنا في استضافة الفعالية ونشكر كراسي على دعمهم في تيسير عملية بيع وشراء التذاكر، وفريق المتطوعيّن و المترجمتين سيرين حليلة وغادة دلّل على تقديمهما الترجمّة الفوريّة باللغة العربية مجانا للحاضرين.