في نهاية كل عام، نتأمل أحداثه بنَفَسٍ يحتفي بالإنجازات التي تدعم قوة الناس وتفعيلها. قد يكون الاحتفال أصعب في نهاية هذا العام بالذات، ولكن تأملنا بمجرياته ما زال يكشف الأمل والقدرة على التغيير.
العام الماضي كان عامًا صعبًا على أهل والمنطقة برمّتها؛ فمن زلزال تركيا وسورية والمغرب، إلى الحرب في السودان، والفيضان في ليبيا، والعدوان على إدلب، وصولًا إلى الإبادة الجماعية في غزة. لم تكن هذه الأحداث مؤثرة فينا فحسب، بل أثرت في كل القياديين والقياديات والحملات والحركات التي نعمل معها، واستطعنا إلى حدٍ كبير التعامل معها للحفاظ على الأمل والقوة والصمود؛ صمودنا وصمود القياديين والقياديات حولنا. قمنا بأقلمة عملنا وتعديل خططنا، وكان بالنسبة إلينا الأساس هو الإخلاص في غايتنا والحفاظ على فريقنا، وهذا ما حدث بالفعل.
في هذا العام عملنا على تقوية تنظيم الناس المطالبة بحقوقها في الوطن العربي من خلال :
واحدة من أهدافنا في أهل للخمسة أعوام القادمة هي أن نعمل على بناء شراكات مع منظمات مجتمعية قاعدية في عدة دول حولنا، لكي تتبنى نهج التنظيم المجتمعي في استراتيجيتها. لذلك، بدأنا باستثمار الوقت في إطلاع المنظمات على نهج التنظيم المجتمعي الذي يهدف إلى إرجاع القوة للناس، كذلك استثمرنا في كشفهم على منظمات تتقاطع معهم، كانت قد تبنّت النهج ودرّبت فرَقها عليه، وانضمت إلى المنظمات التي تعمل معها أهل في تنظيم حملات سياسية أو مجتمعية تقودها تلك المنظمات، لتكون هي الداعمة والممكنة والراعية. ونتطلّع إلى استقطاب المزيد من المنظمات التي ترغب في تأسيس هذا النهج ضمن عملها، أو تسعى إلى تطوير أسلوبها في تشجيع قواعدها على القيادة والمطالبة والسعي إلى تحقيق الأهداف.
في ظل العدوان على غزة، وكل فلسطين والمقاومة فيها، ركزنا على متابعة شركائنا، الأجانب منهم بالتحديد، ومساءلتهم في شأن مواقفهم مما يجري في فلسطين، ومدى مطالبتهم من حكوماتهم لاتخاذ خطوات في هذا الصدد. كما تحركنا في حملات من أجل فتح معبر رفح، ومن أجل تعزيز مقاطعة الكيان الصهيوني. وقد فتحنا بابنا لتمكين قياديين وقياديات من أنحاء العالم كانوا قد عملوا أو تعلّموا معنا في هبّتهم للنضال في الأشهر الأخيرة من العام، من خلال معرفتنا ومهاراتنا في هذا المجال.
بسبب الإنجازات، وبالرغم من التحديات، يقف فريق أهل المخلص، المؤمن، الملتف حول القيم، الذي يرى عمله نضالًا، وغاية لا وظيفة.ويقف مجلسنا الاستشاري داعماً ومسانداً وناصحاً لأهل: كل الشكر لداوود كتاب، لانا صويص، راما هلسة، رندة نفاع، نائلة عواد، أحمد عوض، وإكرام بن سعيد، الذين هم فعلًا أهل لأهل.
ولكي يستمر الأمل وتستمر الطاقة، يرفعنا مجتمع أهل الذي يضم الآلاف من الأصدقاء الداعمين لأهل والشركاء الحاليين والسابقين، نحن ممتنون لهم. وممتنون كذلك لقياديين وقياديات ومنظمين ومنظمات كان لنا الشرف أن نرافق نضالهم نشاركهم تعلمنا ويشاركونا تعلمهم.
نسرين الحاج أحمد
المديرة التنفيذية
في كل نهاية عام، نتأمل بأحداثه بنَفَس يحتفي بالانجازات التي تدعم قوة الناس وتفعلها.
قد يكون الاحتفال كمبدأ أصعب في نهاية هذا العام بالذات، لكن تأملنا ما زال يكتشف الأمل والقدرة على التغيير.