نجحت أهل في السنوات العشر الأولى من تأسيسها في تعزيز قدرة القياديين والقياديات على تحفيز وكالة الناس، وبناء القيادة التشاركية لأهل القضية وقيادة التنظيم المجتمعي عن طريق العمل الجماعي لتحقيق التغيير نحو العدالة والحرية ليس فقط في شكل السلطة، بل أيضًا في البيئة التشريعية والسياسات.
ومنذ تأسيسنا في عام ٢٠١١، استمرينا في التعلم والتجربة والتطوير كأساس لعملنا. وكما تعلمنا في عملنا مع القياديين والقياديات على الأرض، إن العمل من أجل التغيير يحتاج نفساً طويلاً، لذا ندرك أنه يتطلب أيضاً تخطيطًا جيدًا.
استثمرنا جهدنا في عام ٢٠٢٣ لتطوير استراتيجية أهل للسنوات الخمس القادمة، وذلك بعد التأمل بعملنا السابق ، ودراسة نتائجه وأثره، ومن خلال ما اكتسبناه من معرفة حول السياق السياسي والاجتماعي في المنطقة الذي يؤثر على العمل الجماعي والنضال. كما استشرنا الخبراء من مجتمعنا الداعم، أعضاء مجلسنا الاستشاري، وأصدقائنا أصحاب الخبرة، وفريقنا الممتد، وقياديين وقياديات كنا جزءًا من رحلة نضالهم.>نشارككم بمحتوى من هذه الاستراتيجية التي اعتمدناها كخارطة لتطور عملنا في السنوات القادمة، ونرحب بأسئلتكم أو آرائكم حول دوركم في رحلتنا القادمة.
رؤية أهل هي وطن عربي تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة، لدى ناسه ومجتمعاته القوة والقدرة على إحداث التغيير عبر النضال الجماعي. غايتنا أن نساهم في تحقيق هذه الرؤية عبر تمكين المجتمعات من إدراك قوتها، من خلال بناء القيادة التشاركية وتنظيم التحركات الجماعية المجتمعية لتحقيق التغيير.
لا تتبنى مؤسسة أهل أية تفضيل موضوعي، لأنها منفتحة على مرافقة وتمكين الأفراد والمجتمعات التي تركز على أي قضية وتتماشى مع قيم الحرية (الفردية والجماعية) والعدالة والمساواة. تشمل معايير أهل الاخرى في اختيار الحملات والمؤسسات الشريكة قيادة أهل القضية للحراك، وقابلية تبنيهم لنهج التنظيم المجتمعي والقيادة التشاركية.
بدأنا في الأردن وفلسطين ولبنان وسورية، ووسعنا نطاق عملنا عبر الإنترنت ووصلنا إلى أماكن أخرى مثل العراق واليمن والسودان، وفي الآونة الأخيرة، استثمرنا جهداً أكبر لنقوم ببناء قدرات أفراد ومجموعات أكثر في تونس والمغرب.
القيمة الأساسية التي نعمل بموجبها في مؤسسة أهل هي الإيمان بأن أهل القضية هم الأكثر استحقاقاً والأكثر قدرة على إحداث التغيير المنشود. كما نلتزم بمجموعة من القيم، سواء داخلياً في أهل، أو خارجياً مع كل شخص نتعامل معه، نعتبرها أركان لعملنا.
تعتمد أهل في منهجها على مدارس فكرية رئيسية:
يبقى هدفنا في أهل تمكين الناس لتنظيم قوتهم الجماعية، حتى يصبحوا أكثر قدرة على المطالبة بحقوقهم من أصحاب السلطة والمسؤولية. وفي الخمس سنوات القادمة، سنستمر في العمل على تحفيز الفاعلية والقدرة على التنظيم، وتمكين ومرافقة حملات وحراكات، وتشبيك القياديين والقياديات وتجميعهم. بالإضافة، سنعمل كذلك على تغيير السردية العامة حول قوة الناس وقدرتهم على التغيير إذا تنظموا.
أحد التطورات المهمة التي نسعى لها في السنوات الخمس القادمة هو أننا لن نركز عملنا فقط على الأفراد والمجموعات من أهل القضية، بل نسعى للعمل مع المنظمات المدنية والأهلية والتي تمثل الناس، حتى تتبنى نهج التنظيم المجتمعي، ولا تكتفي بتقديم الخدمات للناس أو مناصرة قضاياهم، بل يكون لها دور كمنظمين لقوة الناس الذين يقودون التغيير في قضاياهم بأنفسهم بشكل جماعي.
تشكل الأهداف الاستراتيجية التالية البرامج الأساسية في أهل والتي تستخدم لتنفيذ نظرياتها في التغيير، وقد تصب بعض البرامج في تطبيق أكثر من نظرية للتغيير وأكثر من هدف.
لمتابعة وتحقيق ما سبق ذكره، تحتاج أهل إلى فريق من القياديين والقياديات مدفوع بالقيم والتنظيم المتماسك لتحقيق الضغط اللازم بطريقة تتوافق مع الغاية.